كيف تدير العلاقات في العمل عن بعد باحترافية؟

العلاقات من أهم الأسباب للنجاح والتطور، لكن بناء العلاقات في العمل عن بعد مهمة ليست بتلك السهولة، لعدم وجود بيئة مادية مشتركة تجمع بين أفراد المؤسسة. فما أهمية العلاقات في العمل عن بعد وطرق بنائها؟

جدول المحتويات:

ما هي العلاقات في العمل؟

العلاقات هي التفاعل الاجتماعي الذي يحدث بين شخصين أو أكثر، وينتج عن هذا التفاعل الكثير من أشكال العلاقات، منها علاقات العمل، وهي العلاقات التي تنشأ بين العاملين في مكانٍ واحد، سواء كانت بين الموظف والمدير أو بين الموظفين أنفسهم. العمل عن بعد غالبًا ما يجمع ثقافات مختلفة، ما يجعل بناء علاقات فيما بينهم مهمة ليست هينة، فما أهمية بناء هذه العلاقات؟

أهمية بناء علاقات إيجابية في بيئة العمل عن بعد

تعزيز التواصل

التواصل بلا شك أهم أداة في العمل عن بعد، نظرًا لجدواه في بناء علاقات فعالة تساعد على تسهيل التعامل بين الموظفين، ما يمكّنك من الاستفادة بخبرات زملائك المتقدمة وتطوير أداءك ورفع كفائتك، فلا شك أن ذلك يساهم في خلق بيئة عمل أكثر احترافية، وتحسين مخرجات العمل النهائية.

بناء الثقة

في العمل عن بعد لا يربط الموظفون علاقات شخصية على أرض الواقع، لذلك وجود ثقة متبادلة بينهم يُعدّ تحديًا ويستغرق وقتًا أطول. ولبناء هذه الثقة عليك تحري المصداقية في تعاملاتك مع زملائك، لتحفيزهم على التواصل معك وتقبّل نصائحك، ما يجعل بيئة العمل صحية تحفز على الإنتاج والتميز.

القضاء على العزلة

في العمل عن بعد كل موظف يعمل من مكان مختلف تمامًا، قد يجعلك هذا تشعر بالعزلة، ما يؤثر بالسلب على إنتاجيتك وكفاءتك، ويعزز من شعورك بعدم الانخراط في بيئة العمل. يمكن تجنب كل هذا من خلال العلاقات الإيجابية في محيط العمل. إذ تساعد العلاقات على تعزيز روح الفريق، والشعور بالدعم المعنوي من الزملاء، وبالتالي القضاء على الشعور بالعزلة.

سهولة إيضاح الأفكار

علاقات العمل تُنشئ نوعًا من التواصل والتقارب الفكري بين الموظفين، وبالتالي سهولة توضيح الأفكار والمهام المطلوبة، وتوفير الكثير من الوقت والجهد، والمشاركة الفعالة من خلال الاستفادة من القدرات الفردية بما يتميز به كل شخص ويتقنه.

تبادل الخبرات

العلاقات الفعالة في محيط العمل أساسية لتبادل الخبرات بين الموظفين، من خلال التواصل الجيد بينك وبين زملائك وعدم التكلف أو الحرج في طلب المساعدة من الآخرين، سيتطور أداؤك بوتيرة أسرع وأكثر فعالية.

التخلص من الضغوط

غالبًا ما تكون هناك ضغوط موجهة من المدير إلى الموظف، ما يسبب تحطيم الروح المعنوية وزيادة التوتر في أثناء تنفيذ المهام المطلوبة، ولكن من خلال العلاقة الجيدة بينك وبين المدير تقل الضغوط وتُستثمر من أجل تحسين جودة العمل النهائية وتسريع وتيرته، لذلك من المهم بناء علاقة فعالة ومؤثرة بمديرك في العمل.

كيفية بناء علاقات إيجابية في العمل عن بعد

1. ركز على بناء علاقات عمل طيبة

قد تبدو نقطة بديهية ولكنها مهمة ولا ينتبه لها الكثيرين، عادةً ما يكون التركيز بالكامل على العمل المحدد فقط ونادرًا ما يهتم الموظفون بتكوين العلاقات في بيئة العمل، وهذا ما يجعلهم يغفلون عن بعض الأمور المهمة في أثناء العمل.

إذ إن التركيز من البداية على تكوين علاقة إيجابية ومثمرة يُمكّنك من تفادي الكثير من الأخطاء وتقديم نفسك باحترافية، بل وتساعد على ترك انطباع جيد لدى مديرك وزملاء العمل. وذلك من خلال الحرص على المبادرة، والاستماع إلى الآراء باهتمام من خلال الإنصات الجيد وعدم المقاطعة، لأن تلك الممارسات تساعد على ترك انطباع أصدق.

2. تجنب الحديث المستمر عن نفسك

لا تتحدث عن نفسك ومهاراتك في العمل وخبراتك السابقة طوال الوقت، لأن هذا الأسلوب يترك انطباع بالغرور والتمحور حول الذات، فضلًا على عدم ترك فرصة للغير بمشاركتك الحديث، مما يقلل من تعاملهم معك.

خصص وقتًا للدردشة مع زملائك وخلق نقاش متبادل بينك وبينهم، يمكنك أن تسأل عن دورهم وطريقة عملهم واهتمامات كل منهم. عندما يشعر زملائك أنك مهتم بالتعرف عليهم، سيُمهد ذلك الطريق لبناء علاقة فعالة بينكم.

أيضًا، يمكنك البحث عن اهتمامات مشتركة بينك وبينهم مثل الاهتمامات الرياضية والفنية والأدبية وغيرها، فضلًا على الاهتمامات الخاصة بمجال العمل ذاته، مثل الكتب المفضلة لهم في مجالك مثلًا. إذ إن الاهتمامات المرتبطة بمجال العمل تكون أكثر احترافية، وتترك حدس جيد لدى الآخرين أنك على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة.

3. لا تتخط الحدود

الهدف الأساسي للعلاقات بينك وبين زملائك هو العمل، حتى لو تطورت العلاقة بمرور الوقت ولكن لا يزال الهدف الأساسي قائم، يجب عليك معرفة هذا الحد جيدًا وأخذه في الحسبان. من المفيد أحيانًا كسر حاجز الرسمية بينك وبينهم ولكن ليس دائمًا ولا في كل الموضوعات، فلا يمكنك إزعاجهم بأمر شخصي مثلًا في وقت هم بحاجة فيه للتركيز على العمل، ولا يمكنك أيضًا الاتصال بهم في وقت متأخر من الليل؛ كن قريبًا دون أن تكون مزعجًا.

4. استمع للمدير جيدًا

لتكون على مستوى عالٍ من الاحترافية، عليك القيام بالمهام المطلوبة منك وفقًا لمعايير العمل وشروطه وليس وفقًا لشروطك. إنجاز المهام كما ينبغي تُعدّ طريقك لتصبح أكثر احترافية وكفاءةً. لذلك لا تتذمر من طلبات التعديل على العمل الذي أنجزته، تقبّل النقد الموجه لعملك بصدر رحب، انظر له دائمًا على أنه فرصة لرؤية جانب جديد من عملك يمكنك تطويره للوصول لمستوى أفضل.

استفد من خبرات المدير جيدًا، لأنه الشخص الأكثر خبرة في مجالك وواجه الكثير من التحديات خلال العمل، التي تمكّنه أن يختصر عليك الكثير من التجارب الغير موفقة خلال مسيرتك المهنية.

5. تمتع بالمرونة والذكاء العاطفي

عليك أن تتمتع بالمرونة والقدرة على فهم احتياجات زملائك في العمل، وما يفضله كلٌ منهم من طرق للتعامل والتواصل فيما بينكم، وتجنب ما يضايقهم خلال المحادثات أو خلال العمل على مشروع مشترك. ويمكنك تحقيق ذلك بالتعرف على مهارات الذكاء العاطفي لديك، ومحاولة تطويرها واستغلالها بالشكل الأمثل.

إذ إن الذكاء العاطفي يؤثر على نجاح علاقاتك بالآخرين والحفاظ عليها وتحقيق أفضل استفادة منها، ما يعينك على فهم وإدارة مشاعرك تجاه زملائك ومشاعرهم تجاهك، وتعزيز نجاحك في الحياة العملية؛ فضلًا على الحياة الشخصية.

6. ساعد زملاء العمل

ساعد زملاء العمل عندما تستطيع ذلك، مثلًا عندما يكون أحد زملائك يعمل على مشروع كبير ويتطلب الكثير من الوقت والجهد، يمكنك عرض المساعدة عليه في حال أنهيت فعلًا المهام المطلوبة منك. تؤدي المساعدة إلى تعزيز روح الفريق وزيادة المودة بينك وبين زملائك.

اهتم بالمشاركة في اللقاءات وورش العمل الخاصة بالمجال الذي تعملون به، تتيح لك هذه اللقاءات التحدث مع زملائك أكثر وخلق فرص وأفكار للتحدث حولها، مما يساهم مساهمةٍ كبيرة في زيادة خبراتك في المجال، ويفتح لك مساحة جديدة في كل مرة لتطوير عملك، ومعرفة المزيد عن زملائك والتقرب منهم أكثر.

7. اثني على الزملاء

سواء كنت المسؤول عن متابعة عمل بعض الزملاء أو لك زملاء يعملون معك على ذات المشروع، اهتم بالثناء على أعمالهم، لِما لهذه الممارسة من سحر في خلق مشاعر ودية بينك وبينهم. ولكن لا تختلق الثناء ولا تبالغ، بل أثني على الآخرين بما يتمتعون به فعلًا من صفات وتصرفات تستحق الإشادة.

احرص دائمًا على التحدث عن زملائك بإيجابية في حضورهم وغيابهم، كن حريصًا على ذكر الصفات الإيجابية والمهارات التي يمتلكوها، والقدرات القيادية لديهم. تساعد الإيجابية على رفع الضغينة خصوصًا بينك وبين زميلك التي تتسم علاقتك به بالتوتر، كما تساهم في تقوية باقي العلاقات.

8. تواصل مع زملائك بود

لا تعتمد فقط على الاجتماعات الرسمية لمحادثة زملائك في العمل، لأن هذه الاجتماعات والمقابلات تكون غالبًا على فترات مجدولة ومتباعدة، يمكنك التواصل مع زملائك من وقتٍ لآخر بطريقة ودية للاطمئنان على أحوالهم، ولكن من المهم مراعاة التوقيت المناسب لهم وعدم التطرق للأمور الشخصية التي قد لا يشعرون براحة في التحدث عنها. ولتجنب هذا الأمر، اترك لزميلك زمام المبادرة لخلق محادثة بينكم.

9. أدر علاقات العمل بفعالية

تعلم كيف تدير العلاقات التي سبق وكّونتها بينك وبين زملاء العمل، حتى تحافظ على استمرار هذه العلاقات وتحقق الاستفادة العملية منها وليس فقط مجرد وجودها، وذلك من خلال الحرص على تجديد هذه العلاقات دوريًا من خلال تبادل اللقاءات مع زملاء العمل، أو حضور المناسبات الخاصة بهم في حال أمكنك ذلك.

عليك أيضًا أن تعرف كيف تتعامل مع زميل العمل المؤذي، لأنه قد يجعل بيئة العمل كابوسًا لا ينتهي بخلق بيئة تنافس وصراع غير صحي في محيط العمل، ولتجنب هذا الصراع عليك دائمًا القيام بعملك بالشكل الأمثل وعدم ترك مساحة للمنافسة غير الصحية.

ختامًا، العلاقات في العمل من أهم المميزات التي تساهم في نجاح وتطوير حياة الفرد على المستوى المهني والشخصي أيضًا، وهي البداية في نجاح الأعمال وتطويرها المستمر. لذا فإن حرصك على تطبيق النصائح السابقة والتعامل بذكاء في مواقف العمل، يُعينك بلا شك على كسب الآخرين وجعل بيئة العمل صحية، ما ينعكس على إتمام مهامك باحترافية وتطوير أداءك باستمرار، فضلًا على إزالة المشاعر السلبية بينك وبين زملائك.

تم النشر في: مهارات وظيفية