لماذا ينبغي لك تحديث السيرة الذاتية باستمرار؟

السيرة الذاتية هي أول ما يُطلب منك عند التقدم إلى وظيفة جديدة، كما أنها العنصر الأساسي لقبولك في هذه الوظيفة من عدمه. ولهذا ينبغي لك العناية بإعداد سيرة ذاتية احترافية، فضلًا عن تحديثها باستمرار بالمهارات والخبرات التي تكتسبها. فما المقصود بتحديث السيرة الذاتية وأهميته، وما خطوات تحديث سيرتك الذاتية باحترافية؟

جدول المحتويات:

ما المقصود بتحديث السيرة الذاتية؟

تحديث السيرة الذاتية هو إضافة الخبرات الجديدة التي من شأنها دعم موقفك عند التقدم لوظيفة، وتشمل هذه الخبرات المهارات الجديدة المكتسبة والوظائف السابقة، وكل التجارب التي تمر بها في مسيرتك المهنية. فمثلًا في حال كنت تعمل في مجال البرمجة، في البداية ستكون سيرتك الذاتية هي تخرجك من كلية الحاسبات والمعلومات، بجانب بعض المهارات البرمجية الأساسية.

لكن مع دخولك لمجال العمل ستزداد هذه الخبرات شيئًا فشيئًا. بدايةً من عملك لدى إحدى الشركات البرمجية الموثوقة، وتعلمك لغات برمجية جديدة، ووصولًا إلى العمل على المشاريع الضخمة. كل هذه خبرات مهنية جديدة تتطلب تحديث سيرتك الذاتية، لتحصل على فرصة العمل المناسبة.

لماذا يجب تحديث السيرة الذاتية الخاصة بك؟

تَتبُع الإنجازات المهنية

ينبغي لك تحديث السيرة الذاتية بإنجازاتك المهنية فور حدوثها، لتجنب نسيانها أو تراجع أهميتها مقارنةً بغيرها؛ فإنجاز اليوم هو أمر اعتيادي في الغد. إذ يساعدك التحديث على تتبع هذه الإنجازات، ومعرفة ما يميزك من مهارات.

اغتنام فرص الترقية

عند وجود فرصة للترقية في مكان عملك، بجانب قدراتك المهنية يُفاضل المدير بين عدد من السير الذاتية لك ولزملائك، وكلما كانت سيرتك الذاتية محدثة ستزداد فرصة فوزك بالترقية. إذ إن التحديث أضاف ثقل لسيرتك الذاتية بعدما أضفت عدد من المهارات والخبرات الجديدة التي قد لا توجد في أغلب السير الذاتية لزملائك بالرغْم من امتلاكهم لنفس المهارات في بعض الأحيان.

الاستعداد لوظيفة جديدة

إذا كنت تعمل في وظيفة ثابتة بدوامٍ كامل، فإنك غالبًا لا ترى جدوى من تحديث السيرة الذاتية، ولكن ما نشهده من تقلبات على مستوى الاقتصاد العالمي في الآونة الأخيرة يُثبت لك عدم وجود ما يسمى الأمان الوظيفي. إذ إن كبرى مؤسسات العالم تلجأ لتسريح عدد كبير من الموظفين سنويًا؛ بسبب قلة مواردها أو حتى إفلاسها!

يجب عليك الاستعداد دائمًا لأسوأ الظروف حتى وإن كنت في أفضلها، ويُمثل التحديث الاستعداد الأمثل للتقدم إلى وظيفة جديدة في حال شعرت بالتهديد في وظيفتك الحالية.

مواكبة متطلبات سوق العمل

يتسم سوق العمل بالتغير المستمر كل فترة في جميع المجالات، فبلا شك المهارات الضرورية قبل خمس سنوات ليست بهذه الضرورة اليوم. لكي تستطيع مواكبة هذا التغير وتحافظ على مسيرتك المهنية بنفس المستوى، عليك اكتساب المهارات الجديدة المطلوبة، وتحديث سيرتك الذاتية باستمرار.

ومثال على ذلك، يشهد العالم اليوم تحول رقمي شبه كامل، لذا حتى وإن كانت وظيفتك المنشودة ليست ضمن المجالات التقنية مباشرةً، لكنها بلا شك تتطلب معرفة جيدة بمهارة استخدام الحاسوب ومهارة البحث عبر الإنترنت، وغيرها من المهارات التقنية التي أصبحت مطلوبة اليوم في سوق العمل.

توفير الوقت

في حال عدم تحديثك للسيرة الذاتية لعدّة سنوات، سيكون هناك بالتأكيد الكثير من الخبرات التي يجب عليك إضافتها، ما يستغرق منك وقتًا كبيرًا قد يكون غير متاح لك. وغالبًا لن تتذكر بعض النقاط الأساسية التي يجب كتابتها بسبب مرور وقت طويل عليها. لذلك سيوفر عليك التحديث المستمر هذه المعاناة المحتملة.

كيفية تحديث السيرة الذاتية باحترافية

1. تحقق من معلومات الاتصال الخاصة بك

من المهم تحديث المعلومات الأساسية كل فترة، مثل تحديث معلومات التواصل في حال غيرت أي منها؛ بما في ذلك رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني، وأيضًا أصبح من المهم إرفاق حساباتك على منصات التواصل المهنية مثل لينكد إن، وكذلك معرض أعمالك السابقة وفقًا لطبيعة تخصصك.

2. تحديث التنسيق

يُعد تحديث التصميم القديم لسيرتك الذاتية بتصميم عصري جذاب خطوة أخرى مهمة، حتى لا يملّ من يطلع عليه. مع مراعاة تقسيم معلوماتك إلى أقسام محددة يسهل الوصول إليها ووضع كل معلومة في القسم الخاص بها، وإرفاق المعلومات الأساسية في البداية، واحرص على توفير سيرتك الذاتية بأكثر من صيغة إلكترونية.

على سبيل المثال، يجب أن تشمل مقدمة سيرتك الذاتية على اسمك كاملًا ومعلومات الاتصال مثل: رقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني، ثم معلوماتك الشخصية الضرورية مثل تاريخ ميلادك، وبعدها تنتقل لقسم المهارات والخبرات المهنية التي تتقنها، وبعدها تذكر خبراتك وإنجازاتك المهنية. ويمكن أن تختم بملخص يوضح أهدافك من هذه الوظيفة وتطلعاتك المستقبلية، مع ذكر الأسباب التي تدفع مسؤول التوظيف لقبولك دون غيرك.

3. الإيجاز

عند تحديث السيرة الذاتية احرص على الإيجاز قدر الإمكان، ولكن دون الخلل بالمعنى المراد، وتجنب نقص المعلومات الأساسية أيضًا. مثال على ذلك، يمكنك كتابة المهارات الأساسية دون المهارات الفرعية؛ لأن بمجرد وجود المهارات الأساسية فهي متضمنة فعلًا باقي المهارات بداخلها، وحشو سيرتك الذاتية بالكثير من المهارات الفرعية لن يفيد بشيء بل سيترك انطباع غير جيد عنك. تستطيع إضافة نماذج لأعمال سابقة تتضمن هذه المهارات، حتى تدل عليها دون ذكرها.

وأيضًا بإمكانك التخلي عن بعض الخبرات القديمة التي أصبحت أقل أهمية في الوقت الراهن، مثلًا عند تقدمك في مسيرتك المهنية يمكنك التخلي عن بعض الخبرات التعليمية السابقة، والتركيز على الخبرات والإنجازات المهنية الأكثر تخصصًا.

4. الاطلاع على إعلانات الوظائف المشابهة

ابحث عن إعلانات الوظائف المختلفة في المجال الذي تريد التقدم له. يساعدك البحث على معرفة أحدث المهارات المطلوبة، والأهم طريقة صياغة هذه المهارات وأبرز الألفاظ الوظيفية الشائعة، وبعد ذلك استخدام الصياغة ذاتها عند تحديث السيرة الذاتية خاصتك.

فأغلب الشركات التي تتلقى عدد كبير من السير الذاتية، تبحث داخلها عن بعض العبارات الحديثة للتأكد من إلمام المتقدم بأحدث مصطلحات المجال. وكلما كانت سيرتك الذاتية مُحدثة، زادت فرصة ترقيها لدى الشركات التي تتبع هذا النظام.

5. تحديثات المتطلبات الوظيفية

تختلف المتطلبات الوظيفية من فترة زمنية إلى أخرى، فما كنت تقوم به سابقًا ربما أصبح جزء من كل ضمن متطلبات وظيفتك حاليًا، وربما أصبح غير مطلوب أيضًا، أو تحول لوظيفة أخرى. من المهم معرفة الواجبات الجديدة المطلوبة في وظيفتك وتحديث سيرتك الذاتية بناءً عليها، يساعد تحديث المتطلبات الوظيفية على ترك انطباع مفاده أنك على علم بكل جديد في مجالك، وبالتأكيد زيادة فرصة قبولك في الوظيفة.

6. إضافة نتائج قابلة للقياس

لا تكتفي بإضافة المشاريع السابقة دون إضافة طريقة للوصول لهذه المشاريع والتحقق منها. في حال كنت تعمل في مجال التصميم وتعديل الفيديو، لا تكتفي بذكر مهارات استخدام برامج التصميم وأنك صممت تصاميم لمؤسسات كبيرة، ولكن ضع رابط على سبيل المثال للوصول لهذه التصاميم. وجود أعمال سابقة من الأمور المهمة، ولا بد من تحديث السيرة الذاتية بها، خصوصًا إن كنت تعمل كمستقل.

7. تضمين إمكانية العمل عن بعد

في السنوات الأخيرة زادت أهمية العمل عن بعد، وبرزت للمؤسسات أهمية الاعتماد على نظام العمل عن بعد. إذ أصبحت مهارات العمل عن بعد مهارات ضرورية في الوقت الراهن، فلا بد لسيرتك الذاتية أن تتضمن مهارات العمل عن بعد وتوضح قابليتك للعمل من المنزل، سيعطيك هذا ميزة إضافية ربما لا توجد لدى البعض.

8. تحديث ملخص أو هدف سيرتك الذاتية

ملخص سيرتك الذاتية غالبًا ما يشتمل على هدفك من هذه الوظيفة، ولماذا أنت الشخص المناسب لها، حدِث أهدافك القديمة لتتوافق مع رؤيتك وتطلعاتك الحالية وما تريده من هذه الوظيفة. وأيضًا تحديث الأسباب التي تدفع مسؤول التوظيف لقبولك دون غيرك. وتأكد أن هذا الملخص يقدم نظرة عامة لسيرتك الذاتية، ويعكس صفاتك بصورة واضحة، فصفاتك اليوم مختلفة إلى حدٍ كبير عن صفاتك عند بداية كتابة السيرة الذاتية.

9. التدقيق اللغوي

قبل الانتهاء من تحديث السيرة الذاتية تحقق من وجود أخطاء إملائية أو نحوية. في حال عثرت على هذه الأخطاء عليك إعادة التدقيق اللغوي، استخدم القواعد اللغوية الصحيحة، وطرق الكتابة الحديثة للسيرة الذاتية.

ومن ضمن هذه الطرق ألا تُطيل في الجملة الواحدة، استخدم النقاط لتحديد كل معلومة، ولا تستخدم الفقرات، وألا تزيد سيرتك الذاتية عن صفحتين. الكتابة بلغة سليمة لها أهمية في جذب انتباه مسؤولي التوظيف نحو سيرتك الذاتية. إذ تترك لديهم انطباع أنك على مستوى عالٍ من الاحترافية وتهتم بأدق التفاصيل.

10. استعن بخبراء التوظيف لكتابة سيرتك الذاتية

نتيجة لكثرة المتقدمين إلى الوظائف الشاغرة عادةً، والمعايير الانتقائية التي تمر بها السير الذاتية في مرحلة الفرز الأولى، تحتاج إلى مساعدة خبير يعينك على تخطي المراحل الأولية من عملية التوظيف، يمكنك الاستعانة بخدمة كتابة السيرة الذاتية التي يقدمها موقع بعيد، للحصول على سيرة ذاتية احترافية.

ستوفر لك الخدمة إجراء مقابلة عمل مع خبراء التوظيف للوقوف على أهم مهاراتك وخبراتك النوعية، كما تغنيك عناء البحث عن تصميم مناسب لسيرتك الذاتية، مُحققةً لك جميع متطلبات السير الذاتية الاحترافية، من خلال التدقيق اللغوي وإمكانية كتابتها باللغة العربية والإنجليزية، وتوفيرها بأكثر من صيغة قابلة للتعديل.

أخيرًا، يُعدّ تحديث السيرة الذاتية الوسيلة الأساسية للسعي نحو الأفضل. إذ يؤهلك تحديث سيرتك الذاتية أن تكون مستعدًا دائمًا لاغتنام الفرص، ويزيد من فرصة قبولك في الوظائف الجديدة. لذا لا تُهمل أبدًا تحديث سيرتك الذاتية باستمرار.

تم النشر في: السيرة الذاتية