لماذا ينبغي لك الاهتمام ببناء الأمان الوظيفي داخل شركتك؟

الأمان الوظيفي هو أول شيء يبحث عن الأشخاص عند التقدم للحصول على وظيفة، فالإنسان كائن يحب الاستقرار بطبعه إذ يجعله الاستقرار يشعر بالأمان فيركز على أداء وظيفته على أكمل وجه بدلًا من القلق بشأن فقدان عمله في أي وقت دون سابق إنذار.

ومن أجل مصلحة العمل وسمعة المؤسسة، فيجب على الرؤساء والمدراء الاهتمام بإنشاء وتطوير سياسة الأمان الوظيفي الخاصة بالشركة بشكل يضمن توفير بيئة عمل إيجابية شعور الموظفين بالطمأنينة والثقة أثناء تأدية عملهم. فما هو الأمان الوظيفي وكيف توفره لموظفيك؟

جدول المحتويات:

ما هو الأمان الوظيفي Job security؟

يمكن تعريف الأمان الوظيفي بأنه ضمان للموظف بإمكانية احتفاظه بوظيفته في المستقبل المتوقع، وذلك بصرف النظر عن حدوث أي ظروف تؤثر على العمل. تستطيع معظم الشركات توفير نسبة أمان وظيفي أفضل لموظفيها في فترات الازدهار الاقتصادي.

أما في فترات الركود، فتعتمد نسبة الأمان الوظيفي على المجال أو الصناعة ومدى تأثره بالركود. ويحظى القطاع العام بنسبة أمان وظيفي عالية مقارنةً بالقطاع الخاص. ولكن، هذا لا يعني أنه يمكنك أن تفقد وظيفتك في أي لحظة دون أي تنبيهات أو إجراءات مسبقة. وبخلاف نوع القطاع أو مجال العمل، هناك بعض العوامل المهمة التي تؤثر على الأمان الوظيفي للموظفين. يمكن تصنيفها كالتالي:

  • الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية.
  • حالة العمل من الازدهار أو الركود والوضع المالي للشركة.
  • القوانين والتشريعات المحلية الخاصة بتسريح الموظفين أو فصلهم.
  • أداء الموظف في العمل، موقعه الوظيفي، خلفيته التعليمية، خبرته والقيمة التي يضيفها للمؤسسة التي يعمل بها.
  • النقابات والمنظمات العمالية.

أهمية الأمان الوظيفي

يوفر الأمان الوظيفي بيئة مستقرة وهادئة للموظفين تساعدهم على إنجاز المهام الوظيفية بكفاءة وفعالية أعلى وترفع من مستوى إنتاجيتهم مقارنةً بالموظفين الذين يكونون في حالة من القلق والتوتر المستمرين نتيجة الخوف من فقدان وظائفهم مما ينعكس سلبًا على أدائهم في العمل.

مع حالة الاستقرار التي يوفرها الأمان الوظيفي للموظفين، يتولد لديهم حالة من الرضا الوظيفي عن عملهم مما يقلل من معدل الدوران داخل الشركة وهذا بدوره يعود بالنفع كذلك على المؤسسة إذ يجنبها تحمل نفقات إضافية لتعيين موظفين جدد.

عندما يصبح الموظفون ثابتون في مكان عملهم، يميلون إلى تكوين علاقات قوية مع بعضهم البعض مما يخلق بيئة عمل إيجابية تدعم العمل الجماعي وتخرج بنتائج عمل أفضل. كما يرفع الأمان الوظيفي من مستوى ثقة وولاء الموظفين بالمؤسسة التي يعملون بها، فيبذلون قصارى جهدهم فيما يصب في مصلحة المؤسسة ويعمل على تحسين صورتها وسمعتها بشكل دائم مما يساهم في نجاح العمل.

ولكن في بعض الأحيان يكون للأمان الوظيفي أثر مغاير تمامًا. فمع ضمان البقاء في الوظيفة، يميل بعض الموظفين إلى الركود والبقاء في منطقة الراحة الخاصة بهم. فهم لن يفقدوا وظائفهم بسهولة بأية حال. وبالتالي، فإنه ليست هناك حاجة إلى بذل الجهد للتطور واكتساب مهارات جديدة.

مع اتباع هذا النهج، يفقد الموظف قدرته على التطور والنمو ويصاب بما يعرف بحالة الركود الوظيفي وقد يكون حتى عرضة للفصل فهو لم يعد ذا قيمة للشركة بل إنه يكبدها الكثير من الخسائر بأدائه الوظيفي المنخفض. وهنا يأتي دور الشركات لوضع القوانين والضوابط الخاصة بالأمان الوظيفي لديها.

العوامل الوظيفية التي تضر بالأمان الوظيفي

بالإضافة إلى العوامل التي قد تؤثر بالسلب أو بالإيجاب على الأمان الوظيفي والتي ذكرناها أعلاه، فهناك عوامل أخرى متعلقة بالشركة أو بالوظيفة ذاتها تضر بالأمان الوظيفي بشكل مباشر، منها:

1. تعيين إدارة جديدة

تؤمن بعض المنظمات بضرورة إحداث تغييرات في طاقم العاملين لديها والتخلص من الموظف غير الكفء وتعيين كفاءات جديدة. لذا تتجه الإدارات الجديدة إلى إجراء تقييم شامل للموظفين وتفصل غير المؤهلين منهم وتقوم بتعيين موظفين جدد مما يهدد الأمان الوظيفي الخاص بالموظفين.

2. فرص غير متكافئة ومسؤوليات أقل من المعتاد

مع عدم إتاحة الفرص للموظف لتولي مشاريع هامة حيث يمكنه إظهار قدراته وما يمكنه أن يفعله، وعدم اختياره حتى لتنفيذ المهمات الهامة. فقد تجده الشركة موظفًا غير هام فتوليه المهام الصغيرة ومع مرور الوقت يصبح عرضة لأن يتم الاستغناء عنه.

3. الكثير من الأسئلة

قد لا ينتبه الكثير من الموظفين إلى هذا الأمر. ولكن، طرح الكثير من الأسئلة على الموظف عن عمله ومراجعة المهام التي قام بها بشكل متكرر وغير مألوف عن المعتاد تشير إلى أن هناك خطبًا ما في أداء هذا الموظف وقد تمثل إشارة تهديدًا للأمان الوظيفي.

4. وجود الكثير من المهارات المتشابهة

قد تقوم الشركة بتوظيف أكثر من شخص لديهم جميعًا نفس مجموعة المهارات. ولكنها تدرك لاحقًا أنها لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير من الأشخاص الذي يستنزف مواردها المالية. فتعيد تقييم هؤلاء الموظفين بناءً على أدائهم وتختار أقل عدد ممكن من الأفضل بينهم. وفي تلك الحالة، يتعين على الموظف بذل مزيدًا من الجهد لإثبات نفسه. وهذا بالطبع يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمان الوظيفي.

5. ركود العمل

قد تمر الشركة بمرحلة صعبة من الركود في العمل. فإذا كان عملك يمر بتلك المرحلة وظهرت آثار هذا الركود على الحالة المالية للشركة، فستضطر للتخلي عن خدمات بعض الموظفين لتقليص المصاريف إلى أقل حد ممكن لتتمكن من تعويض الخسارة. في مثل هذه الأوقات، يعتمد الاحتفاظ بالمنصب في الشركة على مهارات الموظف وما يقدمه لها.

6. التكنولوجيا الحديثة

يؤثر التطور السريع للتكنولوجيا على معظم الصناعات. وتلجأ المؤسسات إلى تطبيق تلك التقنيات الجديدة في أعمالها، مما يتطلب وجود موظفين لديهم القدرات والمؤهلات اللازمة لاستخدام تلك التقنيات بكفاءة، فيشعر الموظفون الذين لا يمتلكون مهارات تقنية عالية بالتهديد.

كيفية توفير الأمان الوظيفي للموظفين؟

تقع مسؤولية توفير الأمان الوظيفي للموظفين على عاتق المدراء، ومع ذلك، فإن هناك بعض المدراء أو أصحاب العمل ممن لا يقدرون قيمة موظفيهم ويتجاهلون تلك الفكرة بحجة أن هناك دائمًا بديل. ووفقًا لاستطلاع أُجري عام 2019 على الموظفين الذين قدموا استقالتهم كان هناك 52٪ منهم قالوا بأن الشركة قبلت الاستقالة بسهولة دون معرفة سبب الرغبة في المغادرة أو محاولة إيقاف ذلك على الأقل.

وإذا كنت ترغب في الحفاظ على مستوى عالٍ من الرضا الوظيفي للعاملين لديك وامتلاك سمعة توظيفية طيبة تجذب إليك الموظفين الأكفاء، فعليك بتوفير وظائف مستقرة ذات نسبة أمان وظيفي عالية. وإليك مجموعة من الخطوات الهامة لتساعدك:

أولًا: تعرف جيدًا على مهارات الموظفين

ابحث عن القدرات الفريدة المميزة لكل موظف لديك، ومن ثم قُم باستغلالها بشكل صحيح بوضع الموظف في المكان الملائم لاستخدام تلك المهارات بكفاءة. هذا بدوره سيساعد موظفيك على شحذ مهاراتهم وجعلهم مميزين في الشركة ولا يمكن الاستغناء عنهم.

يمكنك أيضًا أن تتعرف على موظفيك خارج نطاق العمل مثل معرفة هواياتهم واهتماماتهم في الحياة بشكل عام بعيدًا عن العمل. إذ أن إظهار الاهتمام الشخصي يمنح الموظف المزيد من الثقة، ويوضح رغبتك في أن إبقاء الموظف بشركتك.

ثانيًا: اثن على الموظفين دائمًا

قد تكون تلك طريقة غير مباشرة لرفع مستوى الأمان الوظيفي لدى موظفيك. فعندما يخبر المدير أحد موظفيه بأنه أحسن عملًا فإن ذلك يعزز من ثقة الموظف بنفسه ويشجعه على بذل مزيد من الجهد للتطور والتحسن مما يجعله واحدًا من الموظفين المفضلين لدى الإدارة فيكون من الصعب التخلي عنه.

ثالثًا: دافع عن موظفيك في الأوقات العصيبة

اجعل بينك وبين موظفيك تواصلًا قويًا ودائما. إذ يساعدك ذلك على فهمهم بشكل أفضل ومعرفة توقعاتهم واحتياجاتهم في العمل وكلما كنت مقربًا منهم كلما كانوا أكثر انفتاحًا معك وتحدثوا عما يريدونه من الشركة وعما يزعجهم. عندها ستتمكن من إدراك عيوب شركتك وما يزعج الموظفين والتي قد يكون الأمان الوظيفي إحداها.

إذا تسبب أحد موظفيك في وقوع مشكلة نتيجة خطأ غير مقصود، أو تعرض للظلم أو محاولة طرد تعسفي فتدخل فورًا ودافع عن موظفك. إذا اتخذت صف موظفيك فهذا سيوفر لهم الحماية والأمان ويساعدك على الحفاظ على أفضل موظفيك.

رابعًا: توفير الأدوات اللازمة للعمل وتقديم الدعم

عدم توفير الأدوات اللازمة لإتمام العمل بدون سبب واضح كنقص الموارد المالية مثلًا قد يعطي ذلك إيحاءًا للموظفين منك بعدم اهتمامك بتلك الوظيفة وأنها ليست دائمة أو أن الشركة تفعل ذلك عمدًا لدفع الموظف لترك الوظيفة.

وإذا ترك الموظف العمل، فهو بالطبع لن يرشح الشركة إلى أي أحد أو ينصح بها مما يضر بسمعة الشركة. لذلك احرص على توفير كل ما يحتاجه الموظف لإكمال وظيفته على أكمل وجه وقدم له الدعم اللازم متى واجه أي مشاكل في العمل.

خامسًا: حدد جدول زمني للمشاريع والأهداف الخاصة بالشركة

عندما تمنح الموظف رؤية واضحة وواقعية لأهداف العمل المستقبلية وتُشركه في مهام لتنفيذها متعلقة بتلك الأهداف، تبدو تلك إشارة منك على رغبتك في بقائه في فريق العمل.

قد يكون توفير الأمان الوظيفي ميزة تنافسية تتفوق بها على الشركات الأخرى المنافسة خاصةً خلال الأزمات الاقتصادية العصيبة. وإحدى أفضل الطرق لخفض التكاليف دون المساس برواتب الموظفين هو تطبيق آلية العمل عن بعد ونقل عمل أكبر قدر من عمالة الشركة ليكون عن بعد من منازلهم.

سيؤدي تطبيق آلية العمل عن بعد إلى تقليل نفقات الشركة وموارد العمل بدلًا من اللجوء إلى تسريح العمال. لذلك إذا كنت تفكر في البدء بنقل بعض أعمال شركتك لتكون عن بعد وتبحث عن موظفين لديهم خبرة بهذا النوع من العمل، فيمكنك الاستعانة بموقع بعيد لتوظيف أفضل الكفاءات التي تريدها.

تم النشر في: نصائح لأصحاب الشركات