كيفية كتابة خطاب مقدمة السيرة الذاتية باحترافية

تسعى الشركات باستمرار إلى ضم الأفراد الموهوبين والمبدعين في شتّى المجالات الشاغرة لديهم، معظم هذه الشركات لا تكتفي بالسيرة الذاتية وحدها، إنما تطلب خطاب مقدمة، لمعرفة مزيدًا من التفاصيل حول كيفية توافق ما يبحثون عنه مع أهدافك ومؤهلاتك. فما هو خطاب مقدمة السيرة الذاتية؟ وكيف يمكنك كتابته بطريقة صحيحة؟

جدول المحتويات:

تعريف خطاب مقدمة السيرة الذاتية Cover Letter

خطاب مقدمة السيرة الذاتية عبارة عن مستند من صفحة واحدة، بعدد كلمات تتراوح بين 400 إلى 500 كحد أقصى. يهدف لتدعيم سيرتك الذاتية بالخبرات وإضافة الدافع للحصول على الوظيفة، من أجل إقناع مسؤولي التوظيف بكفاءتك لتولي المنصب المتاح.

يمثل خطاب مقدمة السيرة الذاتية عنصرًا شخصيًا داعمًا، فهو لا يهدف إلى إظهار سنوات خبرتك أو الأرقام التي استطعت تحقيقها فقط، بل هو بمثابة رسالة شخصيّة توضح فيها الأسباب والتفاصيل التي تجعلك الموظف المختار من قبل المجموعة المرشحة. باختصار هو أشبه بالحملة التسويقية الداعمة لسيرتك الذاتيّة.

ما أهمية كتابة خطاب مقدمة السيرة الذاتية؟

يظن البعض بأن خطاب مقدمة السيرة الذاتية لا يُعدّ عنصرًا حاسمًا لاقتناص فرص العمل المناسبة، ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك؛ فالكثير من مسؤولي التوظيف يعدون خطاب مقدمة السيرة الذاتية عنصرًا حاسمًا عند مراجعة الملفات من أجل القبول. إذ تتركز أهميته في:

تمهيد لقراءة السيرة الذاتية

خطاب مقدمة السيرة الذاتية قصّة قصيرة تشجع مسؤولي التوظيف على قراءة سيرتك الذاتية. فاستعراضك لرغباتك وكيفية حصولك على الخبرات في الخطاب يشجع مسؤول التوظيف على مراجعتها والاطلاع على تفاصيلها في السيرة الذاتية. لذلك يُعدّ هذا المستند وسيلة مثالية لجذب انتباه مسؤول التوظيف لقراءة سيرتك الذاتية من بين عشرات أو مئات السير الذاتية المقدّمة.

التعريف الإنساني

عندما تعرّف بنفسك للشركات بشكل شخصي، سيكون الأمر أكثر تأثيرًا على قرارهم بالتوظيف، فيدركون أنهم لا يتعاملون مع مجموعة إحصاءات، بل مع قصّة تروي تفاصيل محورية ومهمة في حياة الشخص وتعرّفهم أكثر عليه.

لذا لا تكتفي بذكر المعلومات بشكلٍ جامد، ولا تترك الخطاب يتوجّه فقط نحو المعلومات الأكاديمية، بل اذكر ما تحبه وتفضّله، وأعمالك التي تفتخر بها، واشرح كيف اكتسبت خبرتك، والتحديات التي واجهتها.

شرح تفصيلي للخبرات النظريّة

خطاب مقدمة السيرة الذاتية يوضح أهدافك واهتماماتك في المجال العملي أكثر من السيرة الذاتية. على سبيل المثال، إذا تقدّمت لوظيفة متعلقة بالتسويق، لن توضح السيرة الذاتية أسباب اهتمامك المحدد بالتسويق، أما خطاب مقدمة السيرة الذاتية يوضّح تخصصك بشكلٍ أكبر، وسبب اختيارك له ورغبتك بالتطور به واتخاذه مسارك الوظيفي. ما يعني فرصة أفضل للحصول على الوظيفة، فالشغف بالمهنة أمر مهم.

وسيلة هامّة لتوضيح مهاراتك

بالنسبة لبعض الوظائف المتعلقة بالتسويق أو الكتابة أو المهام الإبداعيّة، يُعدّ خطاب مقدمة السيرة الذاتية من العناصر المثالية لتظهر خبراتك بشكلٍ عملي، بإسقاطها على كتابة الخطاب مثل؛ استخدام لغة مثاليّة، أو تمثيل إبداعك فيها، أو استخدام الأساليب التسويقية، لشد انتباه مسؤول التوظيف أو مدير القسم.

كيفية كتابة خطاب مقدمة السيرة الذاتية

كحال أغلب الوثائق المقدمة للحصول على وظائف جديدة، أو أي إجراء مراسلة رسمي، يخضع خطاب مقدمة السيرة الذاتية لمجموعة من القواعد التي يجب الالتزام بها. يمكن تلخيص كيفية الكتابة الاحترافيّة بمجموعة من النقاط، وهي:

1. ابدأ بالمعلومات التقليدية

في ترويسة صفحة خطاب مقدمة السيرة الذاتية، عليك ذكر نفس المعلومات المذكورة في سيرتك الذاتية وهي؛ اسمك، وعنوان سكنك، ووسائل التواصل الرسمية الخاصة بك. هذه الناحية تساعد مسؤولي التوظيف على تذكّرك بشكلٍ أكبر عند قراءة السيرة الذاتية. وينبغي كتابة هذه المعلومات بنفس التنسيق المتبع بالسيرة الذاتية تمامًا، لإظهار مدى التناسق بين المستندين.

2. التحيّة

لا تجعل التحية طويلة، بل اكتفي بسطر واحد فقط. وجه التحية لمسؤول التوظيف والشركة التي ترسل الخطاب إليها مباشرةً، ليدرك المسؤول أنك تكتب الخطاب للشركة نفسها، ولست تعتمد نفس القالب لأي وظيفة تتقدم إليها.

3. كتابّة مقدمة جذابة

تذكر، لديك عدة ثواني قليلة لتجذب انتباه مسؤول التوظيف بشكل كافٍ ليقرأ بقيّة الخطاب بحماس ودون ملل. لذا عوضًا عن البدء بمقدمات تقليديّة أو مملة، ابدأ بشكل مباشر وجذاب عن طريق وصف نفسك بمنصبك مباشرةً، مع ذكر أهم نقطة في حياتك المهنية من السطر الأول لخطاب مقدّمة السيرة الذاتية، بهذه الطريقة ستحافظ على اهتمام مسؤول التوظيف.

4. اشرح عن مؤهلاتك للوظيفة

ليس المقصد هنا استعراض خبراتك المهنية فقط، لأن السيرة الذاتية الاحترافيّة توضّح هذه الأمور ببساطة. بل كن أكثر احترافيّة، فلا تذكر إنجازات شخصيّة غير متعلقة بالوظيفة أو المجال، وركز على مهاراتك العملية المتعلقة بالمنصب الذي تقدّمت إليه. والطريقة الأفضل لذلك، هي بذكرك طرق استثمار ما تملكه من خبرات في سبيل تطوير الأعمال، وتطوير المؤسسة التي تسعى للعمل فيها.

5. اكتب عن دوافعك

بعد توضيح قيمتك بالنسبة للمؤسسة، وضح الدوافع التي جعلتك تتقدم بإرسال خطاب وسيرة ذاتية. اكتب هذا القسم باهتمام، لأن الشركات مثل العملاء تمامًا لديها حاجة معينة تريد إشباعها على المدى البعيد وليس بشكل مؤقت. فتبحث عن أشخاص شغوفين بالعمل يعملون بجد، ويتطورون في العمل. لهذا وضح الأسباب التي تؤكد لهم بأنك ستكون جزءًا من المؤسسة، وليس فقط سعيك للبحث عن عمل.

6. اكتب الخاتمة على الوجه المناسب

على الأغلب، سيقرأ مسؤول التوظيف جميع النقاط التي ستذكرها في خطاب مقدمة السيرة الذاتية. لذا أنهِ خطابك بلباقة، لكن لا تنس الهدف الأساسي للخطاب ألا وهو دعوة مسؤول التوظيف لقراءة سيرتك الذاتية، ومن ثم شكره على وقته في قراءة الخطاب. وتذكّر، أكبر خطأ ترتكبه في نهاية خطاب السيرة الذاتية، هو الإلحاح أمام مسؤول التوظيف و تكرار عبارات الشكر بشكلٍ نمطي.

7 نصائح لكتابة مقدمة خطاب مقدمة السيرة الذاتية باحترافية

أفضل نتائج يمكن تحقيقها هي تلك المبنية على أساس التجارب، وهناك مجموعة من القواعد التي ينصح بها الخبراء لكتابة مقدمة خطاب سيرة ذاتية بشكلٍ صحيح، لتزيد اقتناع مسؤولي التوظيف بأنك الموظف المثالي.

تعرف على الشركة قبل كتابة الخطاب

بعد قراءتك للوصف الوظيفي، ابحث عن طبيعة الشركة التي تسعى للعمل بها واعرف سياستها وأسلوب عملها، بل وحتى اللغة المستخدمة فيها. والأفضل هو معرفة المزيد حول العاملين فيها، والمديرين تحديدًا، فجميع هذه العناصر ستساعدك على صياغة مقدمة خطاب السيرة الذاتية بشكلٍ موافق للمؤسسة.

ركّز على المستقبل

بينما تحاول في سيرتك الذاتية استعراض خبراتك العملية في الماضي، يجب أن يركز خطاب مقدمة السيرة الذاتية على أهدافك المستقبلية، وتكون هذه الخطوة عن طريق ربط خبراتك السابقة، بالإنجازات التي تسعى لتحقيقها في المؤسسة الحاضنة لك، فأغلب مسؤولي التوظيف يؤمنون أن الموظفين قادرين على إحداث تغييرات جذرية في طريقة عمل المؤسسة.

أكد على قيمتك الشخصية

لا يبحث المديرون عن الأشخاص الساعين للنمو فقط، بل يبحثون عن أشخاص قادرين على مساعدة الشركات على النمو أيضًا. وهنا أكد في خطابك المشكلات التي تواجهها الشركة -بناءً على بحثك- وقدرتك على حلّها، دون اتباع أسلوب مباشر في الطرح، وادعم الطرح بمجموعة من الدلائل التي تجعلك صادقًا في إمكاناتك لحلها.

على سبيل المثال، عندما تتقدم بخطاب مقدمة سيرة ذاتية بتخصص كتابة المحتوى التسويقي، يمكنك ذكر جزء من الخطاب بالشكل التالي: “ككاتب محتوى تسويقي، درست أنماطًا عدّة من المحتوى الذي لا يحقق النتائج المرجوّة منه، مثل تحقيق وصول عالٍ لمنشورات حسابات التواصل الاجتماعي دون وجود تفاعل حقيقي، بسبب القصور في نواحي توجيه القراء والمتابعين، ولكن بتجربة سابقة، تمكّنت من رفع التفاعل على المنشورات بنسبة 115%”.

أظهر حماسك، وليس حاجتك

لا تجعل خطاب مقدمة السيرة الذاتية الخاص بك يتعلّق بحاجاتك، لأن المديرين ومسؤولي التوظيف يريدون أسبابًا لسعيك وراء الوظيفة. فعندما تذكر دوافعك، لا تكتفي بذكر حاجتك، بل اذكر السبب وراء هذه الحاجة دون جعله شخصيًا، لأن جزءًا كبيرًا من الموظفين يُستبعَدوا من الوظائف ليس لافتقارهم للمهارات، وإنما بسبب طريقة طرحهم الخاطئة لأسباب سعيهم للوظيفة.

راقب طريقة كتابتك

النصيحة الذهبية هي أن تكون طبيعيًا في الخطاب، لا تجمل خطابك وتجعله رسميًا أكثر مما يحتاج. وفي الوقت نفسه، لا تجعل طريقة الكتابة توحي بأنك غير مؤهل إداريًا أو غير قادر على التواصل بشكل جيّد. لهذا، راجع خطاب مقدمة السيرة الذاتية عدّة مرات، لتتأكد من أنك تكتب بطريقة واحدة، دون اختلاف أسلوب ومستوى كتابتك في أجزاء الخطاب.

لا تكتفي برأيك

عندما تكتب خطابًا بنفسك، قد لا تنتبه لبعض النواحي المهمة به، وهنا يجب التأكد من وضوح وشمول رسالتك، عن طريق سؤال واستشارة الأصدقاء أو المتخصصين من محيطك. اجعل سؤالك صريحًا ومباشرًا لهم عن وضوح النقطة التي تحاول إيصالها، واسألهم عن النواحي الضعيفة في الخطاب، فمن شأن ملاحظات الآخرين تنبيهك لأمور لم تكن واضحة بالنسبة لك.

تأكد من سلامة اللغة

الخطأ القاتل الذي يرتكبه العديد من الساعين للحصول على عمل، هو كتابة الخطاب وإرساله مباشرةً دون إعادة قراءته. احتمالية وجود أخطاء لغويّة أو اختلاف في الصياغة في أي خطاب مقدمة سيرة ذاتية شائع جدًا مهما كنت ماهرًا بالكتابة، ومراجعة الملف لعدّة مرات قبل إرساله سيكون أمرًا ممتازًا لتفادي الوقوع في هذا الخطأ، أو يمكنك إرساله لأحد المتخصصين في المجال من أجل مراجعته وتصحيحه.

أخطاء شائعة عند كتابة خطاب مقدمة السيرة الذاتية

مع أن الجميع يسعى لكتابة خطاب المقدمة والسيرة الذاتية بشكل احترافي، إلا أن العديد منهم قد يقعون في فخ الأخطاء الشائعة، أبرزها:

  • المرح في الخطاب

قد يظن بعض الباحثين عن العمل أن الكتابة بأسلوب مرح سيكسر الجليد بينه وبين مسؤول التوظيف، إلا أن هذا الأمر غالبًا ما ينتهي بطريقة سيئة.

  • استخدام القوالب

يحاول العديد من الأشخاص تسهيل الأمور على أنفسهم عن طريق اتباع نموذج ثابت من خطابات مقدمة السيرة الذاتية، وتعديل بعض المعلومات بما يناسب الجهة التي يقدّم لها الخطاب. لكن الطريقة الأنسب هي كتابة كلّ خطاب بشكلٍ فريد، تجنبًا لذكر معلومات غير مهمّة في المنصب الوظيفي الذي ستتقدم عليه، ولتخصيصه.

  • التملّق

استخدام أسلوب التملق للشركة ومسؤول التوظيف لن يزيد من احترامهم لك، بل سيجعلهم غير واثقين من المعلومات التي ذكرتها، فالإطراء يعدّ من أساليب الكذب في بعض الأحيان. لذا، لا تزيد من اللغة الرسمية، أو شكر مسؤول التوظيف لعدّة مرات، أو المبالغة بمدح المؤسسة، فقط كن على طبيعتك وتحدث بصدق.

  • الإطالة

لا تطيل خطاب مقدمة السيرة الذاتية، فإذا أطلت الخطاب، سرعان ما يملّ مسؤول التوظيف. كن واضحًا ومقتضبًا، دون الإخلال بقيمة الخطاب واستيفائه.

ختامًا، كتابة خطاب مقدمة سيرة ذاتية لا يقل أهمية عن حسن صياغتك للسيرة الذاتية، وتكامل العنصرين يضمن حصولك على مقابلات عمل في أقرب فرصة ممكنة. لا تنس مراجعة فرص العمل المتاحة على موقع بعيد باستمرار، لتقدم خطابك لمجموعة من الشركات الرائدة في العالم العربي.

تم النشر في: السيرة الذاتية