يصنف الاحتراق الوظيفي occupational burnout على أنه ظاهرة مهنية تنتج عن الإجهاد المزمن الذي لم يُتعامل معه ومُعالجته بشكل صحيح. هناك 5 مراحل من الاحتراق الوظيفي يتجاهلها معظم الناس قائلين بأنها مرحلة طبيعية من المزاج السيئ يمر بها أي شخص وسرعان ما ستزول. إذًا، ما هي هذه المراحل، وكيف تتغلب على الاحتراق الوظيفي وتحقق التوازن في حياتك العملية؟
جدول المحتويات:
- ما هو الاحتراق الوظيفي؟
- مراحل الاحتراق الوظيفي
- كيف تعرف أنك تعاني من الاحتراق الوظيفي؟
- أسباب تؤدي بك إلى الاحتراق الوظيفي
- كم من الوقت يمكن أن تستمر حالة الاحتراق الوظيفي؟
- متى يكون الاحتراق الوظيفي علامة لترك وظيفتك؟
- كيف تتخلص من حالة الاحتراق الوظيفي؟
ما هو الاحتراق الوظيفي occupational burnout؟
يمكن تعريف الاحتراق الوظيفي على أنها نوع خاص من حالات الإجهاد المرتبط بالعمل. وتشمل الشعور بالإنهاك الجسدي والعقلي والعاطفي الناجم عن الضغط المستمر على المدى البعيد. وتحدث حالة الاحتراق الوظيفي عندما تشعر بالاستنزاف وفقدان الطاقة وعدم القدرة على القيام بالمهام الحياتية اليومية.
يخفض الاحتراق الوظيفي من معدل إنتاجيتك مما يجعلك تشعر بعدم الرضا الدائم، فمع استمرار الشعور بالضغط والتوتر، تفقد الدافع لتأدية حتى أبسط المهام. ولا تقتصر الآثار السلبية لهذا الإرهاق على أداء العمل فقط، بل إنه يؤثر على جوانب حياتك الأخرى كذلك. فمثلًا، قد تلاحظ أن جسدك قد أصبح عرضة للإصابة بالأمراض بشكل مستمر.
مراحل الاحتراق الوظيفي
لا يحدث الاحتراق الوظيفي فجأة أو دفعة واحدة، ورغم اختلاف الأعراض من شخص لآخر، هناك عدة مراحل يمر بها الشخص حتى يصل إلى الاحتراق في النهاية:
- الطموح المفرط: عندما تتولى عملًا أو وظيفة جديدة، فإنك تكون متحمسًا لإنجاز كل شيء على أكمل وجه وتبدأ في النظر إلى زملائك الأعلى منك في الدرجة الوظيفية وتطمح لأن تصل إلى مكانتهم سريعًا.
- دفع نفسك للعمل بجدية أكبر: يدفعك الطموح إلى العمل بجهد وبجدية أكبر من أجل الوصول إلى هدفك.
- إهمال احتياجاتك الخاصة: ترى أن العمل بجدية لا يحقق النتائج التي ترغب بها سريعًا فتحاول اقتطاع بعض الوقت من حياتك الشخصية فتبدأ بالتضحية ببعض من وقت النوم، وقت ممارسة الرياضة أو بعض أوقات تناول الطعام.
- إلقاء اللوم على الآخرين: تشعر بأن كل العمل الجاد الذي تنجزه لا يجدي نفعًا، ويؤدي إهمال احتياجاتك إلى جعلك عصبيًا ومتوترًا، وبدلًا من الاعتراف بأنك تدفع نفسك إلى أقصى الحدود، فإنك تلقي اللوم على غيرك.
- تجاهل الأنشطة الحياتية غير المتعلقة بالعمل: تبدأ في هذه المرحلة بالانسحاب من الاجتماعات العائلية ولقاءات الأصدقاء. تشعرك الدعوات للحفلات والخروج للقاء الأصدقاء بالعبء بدلًا من أن تكون ممتعة.
- مرحلة الإنكار: يتصاعد نفاد صبرك مع من حولك، فبدلًا من تحمل المسؤولية عن سلوكياتك وأفعالك، فإنك تلوم الآخرين وتراهم غير أكْفاء أو كسالى ومتغطرسين. ولا ترى أبدًا أن سبب المشكلة نابع منك.
- التغييرات السلوكية: في هذه المرحلة تكون قد اقتربت من نهاية المنحدر نحو الإرهاق. تصبح طباعك أكثر حدة وتتحول إلى شخصية عدوانية سريعة الغضب نافدة الصبر تهاجم أحبائك والمقربين إليك دون سبب.
- فقدان الهوية: في هذه المرحلة تشعر بفقدان قدرتك على السيطرة على زمام أمور حياتك وترى بأنه لا شيء يسير على ما يرام وتبدأ في التساؤل كيف ومتى وصلت لهذا الحال وتشعر بأنك غريب عن نفسك لا تعرف ماذا تفعل أو ما الذي تريده.
- الفراغ الداخلي: عقلك الآن مشوش وفي حالة من الفوضى من الأفكار المضطربة غير المفهومة، فجأة تسكن تلك الضوضاء ولا تشعر بسوى الفراغ بداخلك فتحاول البحث عن عادة تملأ هذا الفراغ أو تنسيك إياه فتتجه إلى إدمان شيء ضار كالإفراط في تناول الطعام، النوم أو ألعاب الفيديو وغيرها.
- الاكتئاب: تفقد الرغبة في الحياة معناها وتبدأ في الشعور باليأس.
- الانهيار العقلي أو الجسدي: لا يقتصر تأثير الاكتئاب على نفسيتك وحسب، بل إنه يمتد للتأثير على جسدك وعقلك وقد يشوش تفكيرك وطريقة حكمك على الأمور.
كيف تعرف أنك تعاني من الاحتراق الوظيفي؟
إذا كنت تشعر بأنك ليست على عادتك أو لست على ما يرام مؤخرًا وتريد أن تعرف عما إذا تعاني من الاحتراق الوظيفي أم لا، فإليك مجموعة من الأسئلة التي تساعدك على معرفة الإجابة:
- هل تدفع نفسك بصعوبة للقيام بالعمل وبالكاد تتمكن من إنجاز عمل؟
- هل تجد صعوبة في التركيز؟
- هل تشعر بعدم الرضا عن إنجازاتك؟
- هل تشعر بخيبة الأمل بشأن وظيفتك؟
- هل أصبحت سريع الانفعال ونافد الصبر مع زملاء العمل والعملاء؟
- هل تغيرت عادات نومك؟
- هل تعاني باستمرار من الصداع بلا سبب أو غير ذلك من الأعراض الجسدية؟
- هل تشعر بالنعاس دائمًا وبعدم وجود طاقة لفعل أي شيء؟
إذا أجبت بنعم على هذه الأسئلة، فقد تكون في أحد المراحل ما قبل الإرهاق الوظيفي أو أنك تعاني منه بالفعل. وفي كلا الحالتين، ضع في اعتبارك التحدث إلى طبيب مختص لأن هذه الأعراض يمكن أن تكون مرتبطة أيضًا بحالات صحية أخرى مثل الاكتئاب.
أسباب الاحتراق الوظيفي
يمكن أن ينتج الاحتراق الوظيفي عن عوامل مختلفة، بما في ذلك:
- عدم السيطرة
قد تؤدي عدم القدرة على اتخاذ القرارات المتعلقة بوظيفتك مثل تحديد جدولك الزمني أو المهام أو شركاء العمل أو حتى الحصول على موارد العمل الناقصة إلى شعورك بالتوتر الدائم الذي يؤدي بدوره إلى الإرهاق الوظيفي في النهاية.
- توقعات وظيفية غير واضحة
إذا لم تكن لديك رؤية واضحة بشأن متطلبات درجتك الوظيفية أو ما يتوقعه مشرفك أو الآخرون منك، فقد تشعر بأنك غير كفؤ وتبدأ في فقدان الثقة بنفسك والاهتمام بعملك.
- بيئة العمل غير الصحية
لا يمكن أن تكون بيئة العمل في مكان ما صحية بشكل كامل، فقد يكون هناك من يضايقك من زملاء العمل، أو ربما يكون لديك بعض المشاكل مع أحد الزملاء أو أنك لا تستطيع الانسجام مع فريقك أو مديرك. مع استمرار العمل في تلك البيئة، يتولد لديك ضغوط عمل تؤدي إلى الإرهاق.
- بذل الجهد المستمر
عندما تكون الوظيفة رتيبة ذات روتين ثابت أو حتى ذات مهام مختلفة متعددة، فأنت في كلا الحالتين تحتاج إلى بذل الجهد باستمرار للحفاظ على تركيزك أثناء تأدية مهامك الوظيفية وهذا بالطبع يستنزف من طاقتك ويؤدي بك إلى الشعور بالإرهاق.
- نقص التواصل الاجتماعي
إذا كنت تشعر بالعزلة في العمل وفي حياتك الشخصية ولا تمتلك الكثير من الأصدقاء وتتواصل معاهم أو لا تجيد التعامل والتقرب من الآخرين، فقد يُشعرك ذلك بمزيد من التوتر.
- اختلال التوازن بين العمل والحياة
إذا كان عملك يستهلك الكثير من الوقت والجهد فتكون منهكًا ولا تملك الطاقة لقضاء الوقت مع عائلتك وأصدقائك، فقد يؤدي ذلك إلى شعورك بالإرهاق سريعًا.
كم من الوقت يمكن أن تستمر حالة الاحتراق الوظيفي؟
في إحدى الدراسات التي أجريت على التعافي من الاحتراق الوظيفي، وجد الباحثون أن سرعة التعافي تعتمد على آليات وطرق التأقلم التي يستخدمها المصابون للتعامل مع الأعراض. في حين أن المصابين الذين لم يتخذوا أي إجراء للعلاج ظهرت عليهم أعراض أكثر حدة مع مرور الوقت.
وبالإضافة إلى الوسائل التي يستخدمها الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي للتعافي كأخذ إجازة من العمل والذهاب في رحلة للاستجمام، فإن هناك عوامل أخرى تؤثر على التعافي مثل: مرحلة الإرهاق التي وصلت إليها، ومقدار الدعم الذي تحصل عليه من المحيطين بك، وأعباء الوظيفة وبيئة العمل الخاصة بك.
ومع وجود العديد من المتغيرات، فلا يمكن تخمين أو فرض رقم أو مدة معينة للتعافي. فالاحتراق الوظيفي مشكلة صحية يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ولكنها وعلى الرغم من أضرارها فإنها تساعدك على فهم نفسك أكثر والنظر إليها بأعين جديدة كما أنك تتعلم تقدير احتياجاتك.
متى يكون الاحتراق الوظيفي علامة لترك وظيفتك؟
على الرغم من أن الفرد هو من يتحمل مسؤولية معالجة الإرهاق الناتج عن العمل، فقد أثبتت الأبحاث أن العوامل الوظيفية التي لا يستطيع الموظف التحكم بها تساهم في تفاقم هذا الإرهاق بقدر العوامل الشخصية. فقد تؤدي أعباء العمل المرتفعة بشكل غير واقعي، عدم القدرة على التحكم في الوظيفة، المشاكل مع الموظفين، غياب الدعم الاجتماعي والنفسي، قلة الموارد، وسلوكيات الإدارة السلبية إلى إصابة الموظفين بالإرهاق المتفاقم.
قد يكون هناك وقت يكون فيه ترك وظيفتك أو الشركة التي تعمل بها هو أفضل إجراء يمكن اتخاذه للتخلص من حالة الاحتراق الوظيفي التي تستنزف طاقتك. وإذا أردت أن تعرف عما إذا قد حان الوقت لترك عملك أم لا، فإليك مجموعة من الأسئلة تساعدك إجابتها في معرفة القرار الصحيح:
1. هل يُمكِنُك العمل من تقديم أفضل ما لديك؟
قد يضطر بعض الموظفين إلى تقديم مستوى أقل من إمكانياتهم الحقيقية وقد يكون ذلك نتيجة أعباء العمل المهولة، أو الموارد غير الكافية، أو حتى التوقعات الوظيفية غير الواضحة وسوء الإدارة. فوجود الكثير من العقبات أمام الموظف تستنزف طاقته في محاولة التأقلم معها وتحول دول تقديم أداء جيد مما يضر بمصلحة العمل ومع تعرض الطرفين للضرر يكون الابتعاد والبحث عن عمل آخر هو الحل الأمثل.
2. كيف يبدو مستقبلك الوظيفي في الشركة التي تعمل بها؟
هناك بعض الشركات التي تقدر الكفاءات العاملة بها وتطبق عليهم سياسات التدرج في السلم الوظيفي المتفق عليها تبعًا للمسمى الوظيفي الخاص بهم. ومن ناحية أخرى، هناك شركات لا تمنح جميع الموظفين فرصًا متساوية للترقي وتفضل بعض الموظفين على غيرهم دون استحقاق.
ولكي تفهم كيف يسير الأمر في شركتك، سل زملائك الأعلى منك عن تجربتهم مع الشركة وسل مدرائك كيف وصلوا إلى مكانتهم. تأكد بأنك لن تحصل على إجابة صادقة تمامًا. ولكن، يمكنك تخمين الإجابة بتجميع قصص الموظفين معًا. وإذا شعرت بأنك لا تمتلك فرصًا للتوسع والدخول في مجالات عمل جديدة واكتساب مهارات وكفاءات تزيد من خبرتك، فهذه علامة واضحة على وجوب الرحيل.
3. ما مدى تأثير الإرهاق عليك؟
كما أوضحنا من قبل فإن للإرهاق آثار سلبية جمة على كافة نواحي حياتك. فهو مثل آفة ضارة تتسلل ببطء لتفسد جوانب الحياة واحدة تلو الأخرى. فيبدأ بأدائك في العمل وعلاقاتك بزملائك وينتهي بحياتك الشخصية وعلاقتك بأسرتك وأصدقائك. إذا استمر المحيطين بك بإخبارك بأنك تغيرت كثيرًا ولست كعادتك ولا تبدو على ما يرام ومن ثم عرضوا عليك المساعدة أو الذهاب إلى مختص، فربما حان الوقت للاستماع إليهم.
بعد أخذ الوقت الكافي للتفكير والإجابة عن تلك الأسئلة ووجدت أن القرار الصائب هو ترك وظيفتك، فهناك أمور يجب أن تأخذها بعين الاعتبار قبل أن تترك وظيفتك فورًا. بداية، ستحتاج إلى أن تدخر مبلغًا جيدًا من المال، ثم تحديث سيرتك الذاتية وإبلاغ معارفك أنك تبحث عن عمل جديد.
وإذا أردت، يمكنك الحصول على دورة تدريبية للتحسين من مهاراتك ورفع فرصك في الحصول على وظيفة. لا تقلق أن استغرق الحصول على عمل جديد بعض الوقت وفكر في الأمر على أنه استراحة لتتمكن من إعادة ترتيب أمور حياتك.
كيف تتخلص من حالة الاحتراق الوظيفي؟
سواءً كنت في بداية مراحل الاحتراق أو في المنتصف أو قد وصلت لمرحلة الإرهاق النهائية، فإن محاولة الاستمرار هكذا دون حل المشكلة لن تؤدي بك إلا بمزيد من الضرر. لذا، فقد حان الوقت الآن لإنهاء ذلك الأمر وتتعلم كيف يمكنك أن تتغلب على الإرهاق بمفردك.
هناك 3 خطوات أساسية للتعامل مع الإرهاق:
- التعرف: تحتاج في هذه المرحلة إلى تعلم مراحل الاحتراق الوظيفي وذلك لتتمكن من التعرف والانتباه إلى أي علامة تدل على أنك في طريقك نحو الإرهاق.
- اتخاذ إجراء: إذا كنت تسير نحو الإرهاق، فتدارك الموقف سريعًا وحاول إصلاح الأضرار التي أصابتك قبل أن تتفاقم. ولا بأس بطلب الدعم في حالة احتجت إلى ذلك.
- الثبات: لكي تتمكن من مواجهة مسببات الإرهاق والصمود أمامها دون أن تدعها تؤثر عليك أو يكون تأثيرها ضئيل على الأقل فأنت بحاجة إلى الاهتمام بصحتك الجسدية والعقلية والنفسية.
ستساعدك الخطوات السابقة على التعامل مع الإرهاق والسيطرة عليه قبل أن يتفاقم. وفيما يلي مجموعة من الإرشادات التي تساعدك على تجنب الإصابة بحالة الاحتراق الوظيفي أو تجاوزها بأمان إن أصبت بها:
إدراك احتياجات النفس
قد تعتقد أن احتياجاتك تتمثل في امتلاك الأشياء المادية كالمنزل، الأصدقاء، العائلة، العمل الجيد، المال. لا يمكن إنكار أهمية تلك الاحتياجات للإنسان، لكن هناك احتياجات أخرى معنوية متعلقة بالنفس كوجود أهداف تعمل على تحقيقها في حياتك يضيف لحياتك قيمة جديدة.
فوجود الأهداف والرغبات التي تريد تحقيقها هو ما يجعلك تشعر بأنك على قيد الحياة ويعطيك سبب لتستيقظ من أجله كل يوم. لذلك، تحتاج إلى التعرف على أهدافك كخطوة أولى للتخلص من الإرهاق. ويجب أن تعرف بأن تلك المهمة ليست بالسهلة ولا يمكن إتمامها بين ليلة وضحاها إذ يتطلب منك الأمر نظرة عميقة إلى داخل نفسك لتعرف ما الذي تريد أن تفعله حقًا.
يمكنك البدء بسؤال نفسك: “ما هي الطريقة التي أريد أن أقضي بها باقي حياتي؟”. قد يبدو سؤالًا صعب الإجابة، لكن حالة الإرهاق التي أصابتك ستساعدك على الأقل على إدراك ما لا تريده وما يسبب لك الأذى.
تحدث مع الآخرين
عندما تصاب بالإرهاق، لا تستطيع التفكير بشكل صائب نتيجة الشعور بالضغط الهائل والتوتر. وللتخلص من المشاعر والطاقة السلبية، يأتي التواصل الاجتماعي كخطوة أولى. يساعدك التحدث مع شخص مقرب تشعر بالراحة في الحديث معه على تهدئة وتخفيف الضغط. وليس من الضروري أن يكون ذلك الشخص قادرًا على حل مشكلتك، يكفي فقط أن يكون مستمع جيد ينصت باهتمام ويظهر الدعم دون إطلاق الأحكام.
كن أكثر انفتاحًا مع زملائك في العمل، وقلل من التواصل مع السلبيين الذين لا يفعلون شيئًا سوى الشكوى والانتقاد. إذ يساعد تكوين الصداقات معهم على تقليل احتمالية إصابتك بالاحتراق الوظيفي. فمثلًا، عندما يحين وقت استراحة الغداء، بدلًا من تصفح هاتفك، تحدث مع زملائك أو رتب موعد معهم للقاء بعد العمل.
ادعم قضية أو هدف مجتمعي ذات قيمة شخصية لك. ويمكنك ممارسة ذلك بشكل فعال من خلال الانضمام إلى مجموعة تهتم بدعم قضية ما، وفي تلك المجموعة ستجد مكانًا جديدًا لتكوين الصداقات مع أناس يشبهونك.
انظر إلى عملك من زاوية جديدة
يعد ترك الوظيفة الحالية ومحاولة العثور على وظيفة أخرى ملائمة أكثر الطرق فاعلية لعلاج الإرهاق الوظيفي. قد لا يكون ترك الوظيفة حلًا ممكنًا للجميع نظرًا لاختلاف الالتزامات والأوضاع المادية من شخص لآخر. ولكن مهما كان وضعك، فلا تزال هناك بدائل يمكنك اتخاذها بدلًا من ترك وظيفتك مثل:
1. ابحث عن القيمة التي يضيفها إليك عملك
يمكنك التركيز على كيف أن وظيفتك تسهل من حياة الآخرين وتخدم أهدافهم ومصالحهم. أو يمكنك النظر إلى الجوانب التي تستمتع بها في العمل حتى لو كانت متمثلة فقط في الوقت الذي تقضيه مع زملائك أثناء استراحة الغداء أو نظام الإجازة المريح أو أعضاء الفريق الذين تتوافق معهم جيدًا. إذا أمعنت التفكير فيمكنك إيجاد الكثير من القيم التي تساعدك على تغيير تفكيرك ونظرتك تجاه وظيفتك.
2. ابحث عن سعادتك الخاصة
إذا كنت لا تشعر بالراحة في وظيفتك على الإطلاق، فابحث في جوانب حياتك الأخرى عن مصدر الراحة النفسية والسعادة. فقد يكون هذا المصدر هو العائلة، الأصدقاء، الهوايات، العمل التطوعي. المغزى هنا هو أنه بمجرد مغادرتك للعمل، فكر في السعادة التي تنتظرك عند وصولك إلى المنزل.
3. احصل على إجازة
حاول أخذ استراحة من العمل ولو لفترة قصيرة. اذهب في إجازة، أو قدم طلب لإجازة مؤقتة إذا لم تكن لديك أيام إجازة متاحة. واستغل تلك الإجازة في الراحة والاستجمام فقط بعيدًا عن أي ضغوط. وإذا استطعت الذهاب في رحلة إلى مكان تحبه فلا تتردد في فعل ذلك لتجدد طاقتك وتكون قادرًا على العودة لاستئناف العمل من جديد.
أعد تقييم أولوياتك
تعرف على الأمور المهمة بالنسبة إليك حقًا، ولا ترهق نفسك بفعل ما لا ترغب في فعله أو ما يعطيك شعورًا بعدم الراحة. تعلم كيف تقول “لا” للطلبات التي تخل بأولوياتك دون الشعور بالضغط من الرفض. وإذا وجدت هذا صعبًا، ذكر نفسك أن قول “لا” يتيح لك التركيز على ما تريد فعله ويعفيك من الالتزامات التي لا تريد القيام بها.
كما أن ترتيب هذه الأولويات مهم، مثلًا على لوحة إدارة المشاريع “أنا” ضع قائمة من مهام الأسبوع وحركها حسب أولويتها وما يمكن تأجيله وما لا يمكن تأجيله، سواءً في الجانب الوظيفي أو الجانب الشخصي. سيساعدك هذا على تكوين رؤية واضحة لأسبوعك والمهام المراد إنهائها، وسيعزز شعورك بالإنجاز. بجانب هذا:
1. ابتعد عن الأجهزة الذكية لفترة من الوقت
خصص وقتًا تتوقف فيه عن استخدام أي جهاز ذكي تمامًا. يمكن أن يكون ذلك الوقت في أي فترة تريد الصباح أو المساء. ولمدة 10 دقائق على الأقل، ضع حاسوبك بعيدًا عن متناول يديك، أغلق هاتفك، لا تحقق من البريد الإلكتروني، لا تطالع الأخبار ولا تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
2. أطلق العنان لطاقتك الإبداعية
يُعد الإبداع علاج فعال للإرهاق. جرب القيام بشيء جديد أو مارس هوايتك المفضلة. اختر أنشطة ليس علاقة لها بالعمل أو أي شيء يشعرك بعدم الراحة.
3. احصل على قسط كافي من النوم
يؤدي النوم غير المنتظم أو غير الكافي إلى الشعور بالتعب الذي يجعل تفكيرك مشوشًا فيتفاقم لديك الإحساس بالإرهاق. لذا احرص على عدم الخلود للنوم في وقت متأخر جدًا لكي تحظى بالقدر الكافي من النوم الجيد ليلًا.
حافظ على ممارسة الرياضة
قد تكون الرياضة آخر شيء ترغب في القيام به عندما تكون مرهقًا. ومع ذلك، فإن التمرين هو علاج قوي للتوتر والإرهاق. كما أنه يعمل على تحسين حالتك المزاجية. اجعل ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل عادة يومية. ولا يشترط القيام بذلك دفعة واحدة، إذ يمكنك تقسيم المدة إلى فترات قصيرة مدتها 10 دقائق. إذ يعمل المشي لمدة 10 دقائق على تحسين الحالة المزاجية لمدة ساعتين.
اتبع نظام غذائي صحي
يؤثر الطعام الذي تتناوله بشكل كبير على مزاجك وطاقتك على مدار اليوم. قلل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكافيين والدهون والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة. وبدلًا من ذلك، تناول المزيد من الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 كالأسماك والأعشاب البحرية والمكسرات للتحسين من أدائك العقلي.
في الختام، تذكر أنه يمكنك تجنب الإصابة بالإرهاق عن طريق منح نفسك وقتًا للرعاية بها على الصعيد الجسدي والنفسي والعقلي وجعل ذلك جزءًا من روتينك اليومي. شاركنا، ما الأنشطة التي تفعلها من وقت لآخر لتخفيف الإرهاق والخروج من دائرة الاحتراق النفسي الوظيفي؟
تم النشر في: يوليو 2021
تحت تصنيف: العمل عن بعد | النجاح في العمل عن بعد