كيف يساعدك العمل الحر في الحصول على وظيفة عن بعد؟

هل يمكن للعمل الحر أن يكون بوابة لتحقيق حلمك في الحصول على وظيفة عن بعد؟ نعم يمكن، بل إن إحدى النصائح الهامة التي يوصي بها الخبراء كل من يواجه صعوبة في العثور على فرصة عمل عن بعد هي البدء بالعمل كمستقل ثم الانتقال إلى التوظيف الدائم في الوقت المناسب، لكن لماذا؟

جدول المحتويات:

ما الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد؟

إذا كنت لا تدرك جيدا الفرق العمل الحر والتوظيف عن بعد، خاصةً وأن الاثنين يتم إنجازهما عبر الإنترنت، سنشرح فيما يلي بإيجاز الفرق الدقيق بين الاثنين:

العمل الحر

العمل الحر هو أن تمارس عملك على أساس المشروع مع عملاء مختلفين وتتولى بنفسك اختيار الجدول الزمني لتنفيذ المشاريع وفقًا لما ترغب. غالبًا ما يركز المستقل على امتلاك زمام مجموعة محددة من المهارات الصعبة، الخاصة بأحد المجالات مثل: كتابة المحتوى، التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطوير تطبيقات الجوال، ما يمنحه ميزة تنافسية مقارنةً بغيره من الموظفين التقليديين.

يبدأ العمل الحر من إحدى منصات العمل الحر مثل مستقل، حيث تعدّ ملتقى بين أصحاب المشاريع الذين يبحثون عن كفاءات، والمستقلين ممن يبحثون عن فرص عمل. يضيف العميل المشروع الخاص به، ثم يقدم المستقل عرضًا عليه، ويبدأ العمل بمجرد قبول العرض والاتفاق على تفاصيل المشروع، مثل الميزانية وموعد التسليم.

التوظيف عن بعد

أما التوظيف عن بعد فيعني العمل كموظف بدوام كامل أو جزئي في شركة واحدة، وفقًا لساعات عمل أساسية محددة سلفًا، التي تكون بمنزلة نافذة زمنية يلتقي خلالها كل الموظفين معًا من مواقع جغرافية مختلفة، وغالبًا ما يتمتع الموظف عن بعد بمزايا التوظيف الدائم مثل الزيادة الدورية في الراتب… إلخ.

تنشر مواقع العمل عن بعد مثل بعيد إعلانات التوظيف التي تضيفها الشركات الباحثة عن موظفين عن بعد، بحيث يتمكن الموظف من التقدم لشغل الوظيفة عبر إرسال سيرته الذاتية، لتبدأ بعدها مراحل التوظيف المعتادة، مثل فحص السير الذاتية، إجراء مقابلات التوظيف… إلخ.

كيف تحصل على خبرة من العمل الحر؟

يعزز العمل الحر من فرص الحصول على وظيفة عن بعد، من خلال الخبرات والمهارات الوظيفية التي يكتسبها الموظف في أثناء عمله على مشاريع العملاء عبر الإنترنت. فيما يلي مجموعة من أبرز فوائد العمل الحر في صقل قدراتك كموظف، على سبيل المثال لا الحصر:

1. فهم ثقافة العمل عن بعد

يملك العمل عن بعد ثقافة خاصة به تختلف عن ثقافة العمل التقليدي من المكتب، على سبيل المثال؛ المسئولية والثقة، والتواصل الفعال والعمل التعاوني، والتفاهم مع الآخرين والابتكار. ونظرًا لأن العمل الحر يتم عن بعد أيضًا، فهو يمرسك على تبني هذه الثقافة في مفردات أدائك.
قد يبدو العمل الحر بيئة عمل جديدة تحمل تحديات في البداية، إلا أن الانفتاح عليه كأسلوب عمل جديد والاستعداد للتجريب والتعلم سيجعل الرحلة سهلة مع الوقت، تخرج منها أكثر فهمًا لثقافة العمل عن بعد، ومن ثم تصبح مؤهلًا بشكلٍ أفضل للحصول على وظيفة عن بعد.

2. صقل مهارات وظيفة الأحلام

مشاريع العمل الحر في جوهرها هي نواة لعمل الموظف عن بعد، ما يجعلها ممارسة عملية للمهام التي من المتوقع أن يقوم بها مستقبلا كموظف عن بعد، وبقدر عدد المشاريع التي تنجزها كمستقل بقدر ما تصقل مهاراتك الوظيفية العامة أو المتخصصة.

لضمان أكبر تعزيز لمهاراتك، لا تشتت جهدك كمستقل في العمل في مجال آخر أو أكثر بعيدًا عن الوظيفة التي تحلم بها، واستهدف العمل على المشاريع وثيقة الصلة بمجال تخصصك، إذ يحتاج التوظيف الدائم بطبيعته إلى تراكم للمهارات الخاصة بوظيفة معينة والإلمام بدقائقها.

3. اكتساب خبرات عمل واسعة

من أبرز ما يميز المستقلين عن الموظفين الدائمين، اتساع الأفق الناجم عن عملهم على مشاريع متباينة المتطلبات ومع عملاء متنوعين، ما يكسبهم خبرات عمل واسعة. عزز نقاط قوتك وتحمس للعمل على المشاريع التي تنطوي على مهام، أو تكسبك خبرات جديدة لم تمر بها من قبل.

على سبيل المثال، إذا كنت عملت من قبل مسوقًا رقميًا للمنتجات المادية، اعمل على المشروعات التي تطلب التسويق للخدمات، يعزز ذلك من فرص حصولك على فرصة عمل في شركة تبحث عن توظيف مسوق رقمي.

4. إتقان استخدام الأدوات الرقمية

يعتمد التوظيف عن بعد على الأدوات الرقمية بشكلٍ أكبر من الذي يحتاجه العمل الحر، يمكن عزو ذلك بطبيعة الحال إلى حاجة التوظيف الدائم إلى درجة أكبر من التواصل والمشاركة والانخراط والعمل التعاوني بين الموظفين.

يحمل العمل الحر فرصًا ثمينة للتدريب على استخدام هذه الأدوات وإتقانها، من بين هذه الأدوات الرقمية Zoom، وخدمات جوجل السحابية. لا شك أن إضافة هذه الأدوات إلى سيرتك الذاتية، يمثل عامل قوة ينبئ مسئول التوظيف أنك متمرس في العمل عبر الإنترنت، ولا تحتاج إلى تدريب أو تجربة.

لذلك استفد من مشاريع العمل الحر في صقل مهارة استخدام الأدوات الرقمية، يعني ذلك أن تكون منفتحًا على أساليب العمل التعاوني الجديدة التي قد يطلبها أصحاب المشاريع، مثل استخدام أداة أنا في جدولة مهام المشروع أو مستندات جوجل في إنشاء الملفات النصية، Zoom في عقد الاجتماعات… إلخ. اتخذ من الوقت والجهد الذي ستبذله في التكيف مع هذه الأدوات الجديدة، سلمًا نحو تعزيز مهاراتك المطلوبة مستقبلًا في الوظيفة الدائمة.

كن مستعدًا للانتقال إلى العمل في وظيفة عن بعد

الآن يطرح هذا السؤال نفسه: كيف أحصل على وظيفة عن بعد؟ يتم الانتقال من العمل الحر إلى العمل في وظيفة عن بعد عبر إحدى الطريقتين: الحصول على وظيفة عن بعد في شركة جديدة، أو الحصول على وظيفة عن بعد في الشركة التي تعمل معها حاليًا كمستقل. فيما يلي تفصيل الحديث عن كيفية الاستعداد لكل طريقة على حِدة:

أولا: العمل في شركة جديدة

يحتاج التقدم للحصول على وظيفة في شركة جديدة إلى التفكير بذهنية مختلفة عما اعتدته من العمل كمستقل، إذ ستحتاج مثلًا إلى:

1. إعداد ملفك الشخصي على بعيد

ملفك الشخصي على بعيد هو الإعلان الأول عنك الذي تراه الشركة الجديدة التي تريد التقدم لشغل وظيفة بها، لذلك احرص على إعداد ملف شخصي احترافي، يتضمن البنود الأساسية مثل: النبذة التعريفية، الخبرات، المهارات، المؤهلات الدراسية، اللغات.

احرص على إضافة خبراتك في العمل الحر بطريقة مهنية، مع إضافة المهارات التي تميزّك. إضافةً إلى تناول أبرز المشاريع التي عملت عليها في قسم “أعمالي”. على سبيل المثال، اختر مشروع طويل الأجل أو مشروع كبير متعدد المهام، أو مشروع حقق نتائج رائعة.

2. أهّل نفسك ذهنيا للتغيرات في أسلوب العمل

أن تعمل مستقلًا يعني أنك تحدد متى ستعمل ومتى ستسلم المشروع وكيف ستقوم بعملك، يعني أيضًا أن مخرجات المشروع واضحة من البداية مثل “إنشاء تطبيق أندرويد للجوال يتضمن مجموعة معينة من المواصفات”، وهو ما يختلف عن العمل في وظيفة دائمة، إذ يتطلب هذا استعدادًا لقبول تغيرات في أسلوب العمل.

مثلًا تريد الشركة التي تبحث عن موظف عن بعد، أن يكون بمقدورها تحديد المدة التي ينبغي فيها إنجاز العمل والتدخل في الكيفية التي سيتم بها، وأن يتمتع الموظف بالمرونة الكافية، التي تجعله يعمل على مشاريع مفتوحة غير واضحة المخرجات في بعض الأحيان. لذلك كن مستعدًا للعمل بهذه الطريقة، إذ أنها جزء أساسي من طبيعة التوظيف عن بعد.

ثانيا: العمل في الشركة التي تعمل معها حاليًا كمستقل

أصبح شائعًا أن تحول الشركات المستقل إلى موظف بدوام كامل خلال مرحلة ما من التعاون بينهم، وغالبًا ما يكون السبب وراء ذلك تجربة العمل الرائعة التي يوفرها المستقل للشركة، ما يجعل تكلفة استبداله بمستقل آخر أعلى بكثير من تكلفة توظيفه بشكلٍ دائم، ومن ثم تفكر في استقطابه للعمل لحسابها بدوام كامل.

يحتاج الحصول على وظيفة عن بعد والانتقال من مستقل إلى موظف دائم إلى مجموعة من الظروف، التي إن توفرت ازدادت احتمالات نجاحه، من أجل توفير هذه الظروف احرص على الآتي:

1. كن مستعدًا للتفرغ

إذا اقتضت الحاجة وطلب منك العميل مشروعًا كبير الحجم يحتاج إلى تفرغ، أبد قبولك له وامنحه جل وقتك، من شأن ذلك أن يخبر العميل بأنك على استعداد للالتزام بالعمل معه بدوام كامل، وأن توظيفك سيكون قرارًا ناجحًا. والعكس بالعكس، إذا شعر العميل بانشغالك الشديد في العمل على أكثر من مشروع، فلن تكون خياره المفضل كموظف عن بعد.

2. افهم ثقافة بيئة الشركة

تلعب الملائمة الثقافية دورًا مهما في اتخاذ قرار التوظيف في العديد من الشركات، حيث تفضل الشركات توظيف أفراد أكثر توافقًا وملائمة لثقافتها بما يجعل العمل يسير بسلاسة أكبر، ودون الحاجة إلى الكثير من الوقت للانسجام والتكيف مع فريق العمل.

لذلك احرص على فهم ثقافة بيئة الشركة التي تعمل معها، مثلًا تهتم شركة حسوب -التي تُدير أكبر منصات عربية للعمل عن بعد، منصة مستقل وموقع بعيد- في بيئة العمل الخاصة بها بممارسات، مثل حب العمل ووحدة الهدف وخوض التحديات، وتفضل الموظف المبدع ذا الكفاءة العالية مهاريًا، والإحساس العالي بالمسئولية.

3. ابنِ علاقة عمل قوامها التعاون والود

بغض النظر عن مدى مهارة المستقل في عمله، لن تكون تجربة توظيفه ناجحة إذا كان هناك نقص في التعاون بينه وبين صاحب المشروع، أو غياب الرغبة والحماس للعمل معًا من كلا الطرفين من أجل تحقيق أفضل نتائج. احرص على فهم احتياجات العميل جيدًا وقف معه على أرضية واحدة، تهدف إلى تحقيق مصلحتكما معًا.

على سبيل المثال، تواصل معه سريعًا عند الحاجة، أبد ترحيبًا وحماسًا بالعمل على مشاريع أخرى معه، كن مرنًا في عَلاقة العمل فيما يخص مواصفات المشروع ووقت التسليم والتعديلات.

يبدو العمل الحر أحد أهم الطرق التي تعزز من فرص الحصول على وظيفة عن بعد، إذ يبني الخبرات ويؤسس لعلاقات عمل بناءة تمثل ذخرًا لسيرتك الذاتية التي تجذب فرصة العمل التي تحلم بها. فكر في العمل الحر جديًا، إذا كنت ترغب في بناء خبراتك للعمل عن بعد خطوة بخطوة.

تم النشر في: بناء خبرات العمل عن بعد