خبرات العمل: كيف تكتسب الخبرات التي تؤهلك لسوق العمل؟

تتطور متطلبات سوق العمل باستمرار، مما يربك الباحث عن وظيفة ويدفعه للبحث عن سبل تزيد من أهليته للفرص التي يسعى إليها، فيحتاج إلى تطوير خبرات العمل التي تطلبها أغلب الشركات. فما هي الخبرات العملية؟ وكيف يمكنك اكتسابها لتكون مرشحًا قويًا للفرص الوظيفية المستهدفة؟

جدول المحتويات:

ما هي خبرات العمل؟

يقصّد بخبرات العمل الإلمام بأداء مهام محددة ومرتبطة بمجال ما، مثل إتقان لغات البرمجة لتصميم المواقع، أو إجادة الفوتوشوب لتصميم الجرافيك، وغيرها. تتكون خبرات العمل نتيجة مهارات وقدرات، اكتسبها صاحبها خلال ممارسة مهنة أو نشاط ما، معتمدًا على دراسة ومعرفة وممارسة تدريب عملي، مبني على التعلم بالتجربة والملاحظة والاستنتاج.

فوائد اكتساب الخبرات العملية في مجال العمل

لا شك أن الدراسة وتحصيل المعرفة من الجامعة خطوة هامة في اتجاه المجال المراد العمل به، لكنها خطوة ينبغي توظيفها عمليًا حتى وإن كانت قوية نظريًا. فتُعدّ خبرة العمل أبرز ما يؤهلك للوظيفة، وهي أكثر ما يهتم إليه مسؤول التوظيف عند الاطلاع على سيرتك الذاتية. فكلما زادت خبراتك العملية، كان إثباتًا لجدارتك وأهليتك لمتطلبات الوظيفة.

يساعدك الحصول على خبرات عمل خلال السنوات الدراسية في اكتشاف واستقطاب فرصك الوظيفية بفاعلية بعد التخرج، فتتحول التجربة العملية إلى بوصلة تشير باتجاه الوظيفة الأنسب، وتعزز من فرصتك فيها. أما إن كنت موظفًا بمنصبٍ ما، فأنت بحاجة مستمرة للتطوير من قدراتك للصعود بالسلم الوظيفي، والوصول لأماكن أفضل ترقى لطموحك وتواكب بها تطورات العمل المستمرة.

كيف تحدد خبرات العمل التي تحتاجها؟

غالبًا ما يرتبط إتقان خبرة جديدة بالبحث عن وظيفة، لذلك قبل أن تحدد الخبرة العملية التي تسعى لاكتسابها، حدد السبب وراء ذلك السعي في صيغة واضحة. فبمعرفة الهدف، يمكن تحديد ما ينقصك من خبرات، ثم تبحث عن الطرق المناسبة لملء تلك الفراغات.

لمعرفة الخبرات المفقودة لديك، يمكنك متابعة منشورات الوظائف الشاغرة والإعلانات الخاصة بالوظيفة التي تسعى لشغلها، فهي تشمل دائمًا الخبرات المطلوبة، وبالمقارنة بينها وبين خبراتك العملية المتاحة، يسهل تحديد الخبرات التي ينبغي السعي لاكتسابها.

ما هي طرق اكتساب خبرة عملية قبل الحصول على الوظيفة؟

تتعدد طرق اكتساب خبرة عملية بمجال ما، جميعها تشكل مسارًا تتخذه تجاه الوظيفة التي تبحث عنها، أبرز هذه الطرق هي:

الأنشطة التطوعية

تتواجد الأنشطة التطوعية بحرم الجامعة أو خارجه، لتمهد للطلاب وحديثي التخرج الدخول إلى الحياة العملية، فهي دائمًا ما تُعدّ فرصة هامة لاكتساب مهارات التواصل مع الآخرين، ومهارات القيادة والخطابة والذكاء الاجتماعي والتعاون. ينبغي تحديد الخبرات التي يحتاجها سوق العمل المستهدف قبل الالتحاق بأي نشاط، حتى لا يكون مضيعة للوقت، وليدفع جميع الخبرات في الاتجاه المراد.

التدريب العملي

يمنحك التدريب فرصة اكتساب الخبرات العملية بالتطبيق العملي المباشر خلال مدة معينة، غالبًا ما تكون ثلاثة أشهر. إذ تُكلف بالمهام التي تسعى للقيام بها كموظف فيما بعد، وبمتابعة مديرك لكل خطوة تقوم بها، ستكتسب الخبرة الخاصة بكل مهمة. إثبات الكفاءة بهذه المرحلة قد يسهّل عملية التعيين في مرحلة مستقبلية.

إذا كنت بسنوات الجامعة الأخيرة، يسهل الحصول على تدريب داخل إحدى الشركات المرتبطة بمجالك، فأغلب الشركات تبحث عن طلاب يوشكون إنهاء دراستهم، لديهم المعرفة القوية والقابلية للتعلم، كما يمكنك البدء بمسار التدريب إن كنت مبتدئًا في مجالك وتحتاج لتطويره بالممارسة العملية.

العمل الحر

تُعدّ منصات العمل الحر وسيلة فعالة لمن يرغب في اكتساب خبرات عملية وتنمية مهاراته واستغلالها، فكل مشروع خاص يُسند إليك تتعلم منه ويتحول إلى خبرات متراكمة، تفيد مسارك المهني في العموم، وهدفك القادم في الخصوص. أبرز هذه المنصات هي منصة مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية.

المحاكاة الوظيفية

تتضمن المحاكاة الوظيفية مراقبة الموظف المسؤول بكل وظائفه ومهامه، مما يسمح لك كباحث عن خبرات التعلم من خلال إلقاء الأسئلة على الموظف، وتلقي إجابات شاملة تدعم الملاحظات، وتبني الاستنتاجات. تلائم هذه الطريقة طلاب الجامعة، فهي تغطي لهم جميع العناصر التي يحتاج إلى معرفتها عن بيئة العمل المستهدفة.

متابعة وحضور الأحداث المهنية

تُعدّ الأحداث المهنية المرتبطة بمعارض التوظيف والإرشاد المهني نقطة هامة يمكنك من خلالها بناء شبكة قوية من العلاقات، مكونة من موظفين ومهتمين بالمسار المهني المستهدف. دائمًا ما تتضمن تلك الأحداث ورش وفصول دراسية استرشادية توجه الحضور نحو نصائح وأساليب هامة تفيد مسارهم المهني، وتكوّن لهم فكرة عن خبرات العمل اللازمة.

الدوام الجزئي

تحتاج بعض الشركات إلى موظفين بدوام جزئي لأداء مهام معينة أقل حجمًا من المهام الاعتيادية للموظفين بدوام كلي. يساعدك ذلك على تطوير مهاراتك المتعلقة بالوظيفة، بجانب المهارات الناعمة التي تكتسبها بوجودك في بيئة العمل. وتُعدّ أيضًا فرصة للحصول على وظيفة بدوام كلي إن أثبت كفاءتك.

أنواع خبرات العمل حسب المستوى الوظيفي

تستند المستويات الوظيفية على مستوى الخبرات التي تمتلكها، فخبراتك كطالب جامعي مثلاً لا تتساوى مع تلك حين تشغل وظيفة ما، ومن الظلم مقارنة خبراتك كموظف متوسط الخبرة بخبرات مديرك في الفريق مثلاً. تتمثل الخبرات العملية بأربعة مستويات رئيسية تنتقل عبرها في السلم الوظيفي:

1. المستوى المبتدئ

هو المستوى الخاص بأول وظيفة يعين بها الباحث عن عمل بمجال ما، وهي التي يستمد منها المهارات والمعرفة العملية الأولية، التي ستكون الأساس الذي يبني عليه مساره المهني بالكامل. تكون المهام المطلوبة هنا صغيرة الحجم وذات مسؤولية أقل مقارنةً بالمستويات التالية، وتحتاج إلى توجيه منتظم من المديرين.

2. المستوى المتوسط

بهذا المستوى لا يحتاج مديرك إلى مراجعة جميع مهامك، فقد اكتسبت كموظف خبرة قوية بعد عدة سنوات. تُمنح هنا فرص أقوى للترقي. وتصبح المهام ذات نظرة أشمل، وبُعد أعمق، مما ينعكس على حجمها. مثلًا، ينتقل مصمم الجرافيك من تصميم منشورات بسيطة لمواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح متخصصًا في تصميم المواقع يصنع رُسُوم وأعمال أكثر احترافية.

3. المستوى المتقدم

يصبح الموظف بهذه المرحلة قادر على قيادة فريق متخصص بمجاله، فيتعامل مع المديرين بشكلٍ مباشر، ويستوعب الأهداف المطلوب تحقيقها عاجلًا وبالمستقبل القريب، ليحولها إلى مجموعة من المهام يوزعها على أفراد فريقه حسب قدرات وخبرات كل فرد، ثم يتابع نتائج العمل لكل فرد ويوجه النصائح اللازمة.

4. المستوى الإداري

هو أعلى مستوى بالشركة، فلديك خبرات متراكمة بنفس المجال تتعدى عشر سنوات، مما يجعلك محيطًا بكل تفاصيل العمل، هنا تساعدك خبراتك العملية على وضع الأهداف الرئيسية بناءً على رؤية واضحة، كما تحدد الخطوط العريضة لسياسات العمل وأساليب التواصل المهنية مع الشركاء والمرؤوسين وغيرهم.

كيفية كتابة خبرات العمل في السيرة الذاتية

السيرة الذاتية هي المؤشر الأول لقياس كفاءتك عند التقدم لوظيفة ما، لذا ينبغي الاعتناء بإضافة الخبرات العملية خلالها باحترافية وأسلوب جذاب، اهتم بالنصائح التالية لضمان الاستعراض الأفضل لخبراتك:

اعرض تجربتك العملية بالتفصيل

تناول تفاصيل تجربة العمل يكون في صورة نقاط تغطي معلومات أساسية مرتبطة بالتجربة، وتزيد من فرصتك بالحصول على الوظيفة المتقدم إليها. اذكر في كل خبرة من القائمة، المسمى الوظيفي بجانب اسم الشركة التي عملت بها، ثم تاريخ الالتحاق والرحيل إن وجد، مع ذكر المهام التي كنت مسؤولًا عنها، والمرتبطة بصفة مباشرة بالوظيفة التي تتقدم إليها.

اهتم بتغطية احتياجات صاحب العمل المستهدف

عند ذكر كل وظيفة، ينبغي ربط كل من المهام والخبرات العملية والوصف الوظيفي بأهداف ونتائج واضحة حققتها للعمل، ليتمكن المراجع تحديد الأهداف التي يبحث عن تواجدها. ركز على المهام التي تتعلق بالوظيفة التي تتقدم إليها على وجه الخصوص. على سبيل المثال: إن كانت الوظيفة تخص البرمجة، فوظف خلال مهامك أبرز الإنجازات التي تبرز الأدوات واللغات البرمجية المطلوبة.

تميز عن نظرائك

خبرات العمل المذكورة بسيرتك الذاتية كثيرًا ما تكون مشتركة مع عدد من المنافسين على الوظيفة. لذا ابحث عن إضافة ما يميزك عنهم، فالتكريمات، شهادات التقدير، فرص التدريب، أو الجوائز التي منحها إليك مديروك بعملك السابق هي خير دليل على كفاءتك وسعيك الدائم للتميز.

ختامًا، خبراتك العملية بحاجة للتطوير المستمر، بغض النظر عن مستواك الوظيفي الحالي، لذا راجع ما تمتلكه من خبرات دائمًا، وقارنها بالأهداف التي تسعى إليها، لتسير بخطى ثابتة نحو أهدافك.

تم النشر في: بناء خبرات العمل عن بعد