تحرص الشركات على الاستثمار في موظفيها، ما يكلفهم مبالغ طائلة تُدفع في الحوافز والرواتب والتدريبات وغيرها، وتتحمل الشركة نفقات كبيرة عند خسارتها لأحد الموظفين الجيدين لديها. لذا، فإن الولاء الوظيفي من أبرز الصفات التي يرغب أصحاب العمل توافرها في موظفيهم، فما هو الولاء الوظيفي؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بكسب ولاء الموظفين؟
جدول المحتويات:
ما الولاء الوظيفي Employee Loyalty؟
الولاء الوظيفي هو شعور موظفيك بالانتماء والإخلاص لشركتك، عندما يجدون سعادتهم ورضاهم فيها، ما يجعلهم يبذلون قُصَارَى جهدهم في العمل وزيادة إنتاجيتهم، من ثم تحقيق نجاح الشركة. ولا يسعى من لديهم ولاء وظيفي للحصول على فرص عمل أخرى. فالموظف المخلص هو الشخص الذي يهتم بنجاح الشركة ونموها، ويكرس كل طاقته لخدمة أهداف الشركة. ويتخلى عن راحته ورفاهيته مقابل تحقيق أهداف الشركة.
ما أهمية الولاء المؤسسي؟
هناك الكثير من انعكاسات الولاء التنظيمي على شركتك، إذ يمكن لولاء موظفيك التحكم في نجاح أو فشل مشروعك. وهنا أهم ثلاث أسباب تجعلك تحرص على تعزيز الولاء والانتماء المؤسسي:
أولًا: زيادة الإنتاجية
يسعى موظفوك المخلصون إلى تحسين أدائهم، فهم يجدون في مهام العمل فرصة للتطور والتقدم. وتجدهم دائمًا يبتكرون حلولًا جديدة لمواجهة التحديات والمصاعب، من أجل النهوض بالشركة. إضافةً إلى ذلك، يستعد الموظف المخلص للعمل بجدية واقتراح أفكار جديدة لتحسين بيئة العمل.
لا يهتم الموظف المخلص بوجود مدير أم لا، ففي كلتا الحالتين هو يعمل على أكمل وجه، فلديه صفات القائد الناجح الذي يجيد إدارة المشكلات بنفسه. وهذا يعني أن تحلي موظفيك بهذه المواصفات يساهم في زيادة إنتاجيتهم، ومن ثم زيادة أرباحك.
ويظهر ولاء الموظفين في أوقات الأزمات، إذ يحرص الموظفون المخلصون على استمرار الإنتاج مهما كانت الظروف، والسعي لإيجاد مخارج وطرق للتأقلم في الأزمات.
ثانيًا: ازدهار شركتك
يحترم الموظف المخلص سياسة الشركة، ويحرص على تقديم أفضل خدمة للعملاء لبناء سمعة جيدة للشركة، أما إذا كان الموظف لا يهتم بسمعة الشركة فلن يقدم خدمة جيدة للعملاء، وسوف تكون تجرِبة العملاء سيئة، ثم خسارة ولاء العملاء للشركة، لا سيما أن ولاء الموظفين وولاء العملاء مرتبطان بشكلٍ وثيق.
ثم إن ولاء موظفيك جزء لا يتجزأ من خطَّة نمو الشركة، إذ عليك الحرص على كسب ولائهم ليستمروا في شركتك لمدة أطول. فيعطي تغير فريق عملك بفترة قصيرة، انطباعًا سيئًا عنك كمدير وعن شركتك، ولن يجذب لك الموظفين المثاليين. أما إذا حافظت على رضا موظفيك لمدة أطول، فإن هذا سيعطي صورة جيدة عنك وعن شركتك، بأنك تراعى موظفيك وتحترمهم.
ثالثًا: تحسين الصورة العامة للشركة
يهتم الموظفون المخلصون بتحسين الصورة العامة للشركة وموقفها في السوق. فهناك ارتباط وثيق بين ولاء الموظفين ورضاهم، وولاء العملاء، فعندما يشعر الموظف بانتمائه لمكان العمل، سوف يحرص على خلق أفكار مبتكرة، والاستثمار في عملهم. فالموظفون المخلصون، موظفون سعداء، والموظفون السعداء منتجون بنسبة 12% أكثر من أقارنهم غير الراضين عن وظيفتهم. وبهذا، تجني أرباحًا أكثر ويتحسن وضع شركتك في سوق العمل.
كيف تكسب ولاء موظفيك؟
اختلفت نظرة الولاء التنظيمي في الوقت الحاضر، فلم يعد الولاء أمرًا مفروغًا منه كما السابق. إذ كان الموظف سابقًا يشعر بالإطراء والسعادة الغامرة عند حصوله على موظف الشهر مثلًا، لكن اختلف الأمر الآن وأصبح غرس ولاء موظفيك يتطلب مجهودًا جادًا منك كصاحب عمل. إليك أهم النصائح لكسب ولاء موظفيك:
1. الولاء يحتاج إلى وقت
ليس من المنطقي توقع الانتماء الوظيفي من موظف لم يمر على تعيينه في الشركة أسبوع واحد. يجب الأخذ بالحسبان، أن بناء هذه العَلاقة يستغرق وقتًا، ويتطلب منك كصاحب عمل إظهار ولائك أولًا لموظفيك. يمكنك البَدْء بكسب ولاء موظفيك عندما تخلق شعورًا بالالتزام المتبادل بينك وبينهم، بالإضافة إلى خلق شعور الأمان الوظيفي لديهم.
أي منحهم الشعور بالإنصاف والعدل في أجورهم التي يتقاضينها مقابل عملهم. بالإضافة إلى الاهتمام بمشاكلهم الشخصية ورغباتهم، حينها أظهر لهم بعض الدعم وأنك سوف توفر لهم ما يحتاجون لتجاوز أزماتهم. بهذا يُبنى الانتماء عند موظفيك مع الوقت.
2. وفّر لموظفيك الأدوات اللازمة
امنح موظفيك الأدوات التي يحتاجون إليها للعمل، واحرص على تحسين المناخ العام لبيئة العمل، والاهتمام دومًا بإيجاد حلول لمشكلاتهم وصعوباتهم في العمل. كما يمكنك تدريب موظفيك على استخدام المهارات الناعمة Soft Skills في العمل، للتخفيف من حدة توترهم في العمل، وتعزيز الروابط بين الموظفين.
3. أعطي موظفيك الوقت الذي يحتاجون إليه لإنجاز المهام
عندما تعطي موظفيك مهام عليهم إنجازها، فاحرص على إعطائهم الوقت الكافي والمناسب لهم لإتمامها. ولا تُقارن أي مهمة بأخرى، حيث تتباين المهام في صعوبتها والوقت الذي تستغرقه لإتقانها. في النهاية، تريد كصاحب عمل إنجاز المهام على أكمل وجه، ولن يفيد أحد القصور في ذلك، فأنت وفريق عملك تسيرون نحو هدفٍ واحد وهو نجاح الشركة. إليك بعض النصائح لمساعدة فريق عملك في الإنجاز:
- ساعد موظفيك على إتقان فن إدارة الوقت، لإنجاز مهامهم باحترافية وانتظام.
- أظهر لموظفيك بعض التعاطف، وتعلّم مهارات الذكاء العاطفي.
- تفاعل مع موظفيك، واخلق أحاديث معهم.
- تحلَّ بالشفافية والصدق في كل وعودك.
- كن واضحًا في شرح القصور والأخطاء.
4. اطلب تغذية راجعة من موظفيك
احرص على تشجيع موظفيك على إبداء رأيهم، لتكوين صورة واضحة عن ما تقوم به بطريقة صحيحة ومحببة لموظفيك، وما يحتاجون إليه لتحسين. بجانب أنك بذلك تفهم وجهة نظر موظفيك في طريقة قيادتك لفريق العمل، فإنهم أيضًا يشعرون بالتقدير، وأنهم ليسوا مجرد موظفيهم، بل أن لهم بصمة مؤثرة في الشركة.
5. راقب ما تفعله الشركات المنافسة لموظفيها
احرص على تحسين بيئة العمل لديك، مثل: توفير مكان يسوده الهدوء، وتوفير أثاث مناسب لطبيعة العمل، وتوفير الإضاءة اللازمة، والاهتمام بكل التفاصيل اللوجستية لبيئة العمل، ليعمل الموظفون دون إزعاج أو ضغط. أوجد أسبابًا تدفع موظفيك للتمسك بك وعدم الذَّهاب والعمل مع المنافسين. ولا تجعل شركتك مكانًا لتدريب وتخريج موظفين أكْفاء يستفيد منهم المنافسون.
6. استمع إلى موظفيك
غالبًا ما ينتاب الموظفون العاديون شعور أن عملهم بمنزلة راتب لا غير، والسيئ بهذا الإحساس أنه يقتل روح الفريق، والأفكار الإبداعية التي يمكنها تطوير العمل. لذلك، احرص على طلب رأيهم في العمل، ومناقشتهم في القرارات. وبذلك يتعزز تقديرهم لمكانتهم في الشركة، ويشعرون بالانتماء التنظيمي لشركتك. يمكنك إجراء استطلاع رأي كل مدّة لتتعرف إلى مشكلات موظفيك بعمق.
7. حافظ على علاقتك بموظفيك بعد مغادرتهم
مغادرة موظفيك لا يعني عدم ولائهم لشركتك، لكن، هكذا تكون الحياة المهنية وهناك بعض الفرص التي لا يمكن تعويضها، فعليك التصرف باحترافية بإظهار دعمك الدائم لهم، وإخبارهم أن أبواب شركتك مفتوحة أمامهم في أي وقت، إذا قرروا العودة. تمنّ لهم التوفيق والسداد في طريقهم المهني الجديد.
لا شك أن هذه النصائح لن تكون سهلة عليك كصاحب عمل. ولكن، كن على يقين أنهم يمتنون لهذا التعامل. يمكنك التفكير بمغادرة موظفيك بطريقة إيجابية، أي إن هؤلاء الموظفين سيغادرون لكسب مهارات وخبرات جديدة، ويمكنك إعادة توظيفهم مرة أخرى، وتوظيف هذه المهارات الجديدة في تطوير شركتك فيما بعد.
8. استعن بالترقيات والحوافز
من المهم الإشادة بموظفيك، عندما تلاحظ أداءً متميزًا من أحد فريق عملك. يحب الموظفين الشعور بالتقدير، سواء كان بكلمات الشكر والثناء، أو بالحوافز والترقيات. إذ إن لكل موظف شخصية وطريقة تحفيز مختلفة، فمنهم من يريد فقط التقدير المعنوي، والاعتراف بمجهودهم، ومنهم من يُحفّز بالمكافآت المالية، وهنا يأتي دورك كصاحب عمل في إدارة فريق عملك. على أي حال، اجعل كلمات الشكر مرافقة لك.
الولاء الوظيفي في الأزمات
تعد أوقات الأزمات الاختبار الحقيقي لقياس ولاء الموظفين، الذي يعتمد على تعامل المدير في المقام الأول. لذا، كصاحب عمل إليك استراتيجيات تعزيز ولاء موظفيك وقت الأزمات:
1. ازرع الطُمَأنينة في نفوس موظفيك
عليك الحرص على توضيح الموقف بصراحة تامة لموظفيك، واطلاعهم على خُطَّة الطوارئ التي تنوي اتباعها لاجتياز هذه الفترة. وخذ بالحسبان اقتراحاتهم وآرائهم.
2. استعد لانخفاض الإنتاجية
تقبَّل أن خوف موظفيك وعدم أمانهم قد يؤثر على أدائهم وإنتاجيتهم. لذا، يأتي دورك في وضع خُطَّة عمل واقعية، وإبراز مهاراتك الإدارية.
3. اسمح لموظفيك التعبير عن رأيهم
أبقِ خطوط الاتصال مفتوحة مع موظفيك، واسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم السلبية وإحباطهم تجاه الموقف، لكن احرص على ضبط الموقف ولا تسمح للسلبية المطلقة بالسيطرة على الجو العام.
4. درّب المديرين التنفيذيين والمشرفين
المشرفون المباشرون هم خط الدفاع الأول وقت الأزمات. إذًا، إنه لمن الضروري تدريبهم على كيفية إدارة الأزمات، ووضع الاستراتيجيات المناسبة.
في الختام، لا يمكن الجزم بأن طول مدّة العمل في الشركة هي ضمان ولاء موظفيك، فالمسألة ليست بالوقت، بل في تقدير موظفيك، وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم، وتحقيق أمانهم ورضاهم الوظيفي. بذلك سوف يعملون بجدٍ وإخلاص للنهوض بشركتك وتحقيق الأرباح.
تم النشر في: أكتوبر 2021
تحت تصنيف: أصحاب الشركات | تأهيل الموظفين الجدد
مقالة غنية بالمعلومات
أنا كمدير شركة تطوير متاجر أغفل على هده النِّقَاط المذكورة في المقالة بخصوص الموظفين