7 خطوات لإدارة ضغوط العمل عن بعد

ضغوط العمل أمر لا بد منه أحيانًا، فتوجد بعض الأوقات التي تتطلب منك عملًا أكثر من العادة لتنجزه. لكن، ماذا لو تجاوزت هذه الضغوط قدرتك على التحمل؟ أو تعدت مسألة حجم العمل المنسوب إليك؟ ينبغي عليك بهذه الحالة البحث في سبل إدارة ضغوط العمل؛ من أجل التمتع بحالة مستقرة تؤدي بها المهام المطلوبة بعيدًا عن الإجهاد والتوتر.

جدول المحتويات:

ما أثر ضغوط العمل على الموظفين؟

لا مجال للشك أن ضغوط العمل المستمرة تؤثر على الأداء الوظيفي للموظف بالسلب، فيصيبه الإرهاق وعدم القدرة على الانخراط في العمل وإنجاز المهام في مواعيدها المحددة. يؤثر ذلك أيضًا في جودة المهام المنجزة، فيكثر الخطأ فيها لقلة التركيز.

إضافةً لذلك، يؤدي ضغط العمل المستمر إلى الإجهاد طويل المدى، فتزداد احتمالية إصابتك بالاحتراق الوظيفي، الذي يفقدك القدرة على تأدية العمل المطلوب منه بشكل طبيعي. ولا يقتصر أثر التوتر في العمل على النواحي العملية فقط، بل يطال بتأثيره الحياة الشخصية والصحة العقلية، فعدم إدارة ضغوط العمل بشكل صحيح يزيد من معدلات القلق والاكتئاب.

ما هي مسببات ضغوط العمل في العمل عن بعد؟

تتنوع الأسباب المؤدية للإرهاق والتوتر داخل العمل، يجدر بك معرفتها جيدًا لمحاولة تلافيها أو إدارتها قدر الإمكان. أبرزها ما يلي:

تعدد المهام واختلاف المسؤوليات

تؤدي زيادة عدد المهام إلى زيادة الحِمل عليك خلال ساعات العمل، فلا تستوعب المدة حجم المهام المطلوبة جميعها. ويمكن أن ينطوي تحت المهام المطلوبة مسؤولياتٍ مختلفة، منها ما يكون إداريًا وآخر فنيًا، فيتولد عندك شعورًا بعدم الراحة، ويزداد تشتتك من مهمة لأخرى محاولًا إنجازها كافة، مما يعزز من الشعور بضغط العمل وعدم القدرة على التعامل معه.

قلة التواصل الفعال

قد يؤثر قلة كفاءة التواصل الفعال في بيئة العمل عن بعد على وضوح المهام التي ينبغي على الموظفين تنفيذها برغم تحديدها. فالتواصل الفعال هو العامل الأول الذي من خلاله تكون التوجيهات سهلة الفهم والاستيعاب. قد تسعى بهذه الحالة إلى محاولة فهم المطلوب منك بنفسك، فتستغرق وقتًا أطول، ويزداد توترك، وربما لا تتوصل في النهاية إلى فهمٍ كامل.

مكان العمل غير المناسب

يؤثر المكان الذي تؤدي منه عملك عن بعد في مدى قدرتك على التركيز في العمل وفصل حياتك الشخصية عن العملية، فوجود كثير من الملهيات والضوضاء حولك، يسهّل إمكانية تشتتك وعدم إندماجك في تأدية عملك. يؤخر ذلك من إنجازك للمهام، وبالتبعية يقلل من إنتاجيتك ويزيد من ضغط العمل المتراكم، فتصعب إدارته.

عدم وجود وقت ثابت للعمل

قد تخلق ساعات العمل المرنة حالة من التسويف عند بعض العاملين عن بعد، فيقل انضباطهم بمواعيد تسليم العمل، وبذلك تتجمع المهام كاملةً في وقتٍ محدود وغير كافٍ. فيتولد حينها شعورًا بالضغط وعدم القدرة على إنجاز العمل مرة واحدة.

طرق إدارة ضغوط العمل في العمل عن بعد

يمكنك إدارة ضغوط العمل عن بعد والتغلب على توترك من خلال اتباع عدة نصائح مهمة، من شأنها تحسين جودة عملك وقدرتك على التركيز، وهي:

1. نظّم مهامك

سيساعدك تنظيم وقتك وجدولة مهامك في تعزيز قدرتك على إنجاز المطلوب منك في الوقت المحدد، فتتمكن من تقسيم المهام تقسيمًا منظمًا وتوزعها بشكل مناسب على ساعات العمل، مما يخلق حالة أكبر من التأهب والالتزام عندك. احرص خلال جدولة مهامك على تحديد أولوياتك والبدء بالمهام الأهم والأكثر تعقيدًا، فطاقة العمل عادةً ما تكون في ذروتها في بداية يوم العمل، وتقل نسبيًا كلما مرّ الوقت وبذلت مجهود أكبر.

2. افهم مسؤولياتك

قبل البدء بالعمل، راجع المهام المنوطة إليك بعناية، وتأكد من فهمك للمطلوب تمامًا، حتى لا تواجه أي صعوبة خلال إنجازها. وإن شعرت بعدم وضوح إحداها بالشكل الكامل، فمن المهم جدًا أن تباشر بالاستفسار وطلب التوضيح من مديرك لتتمكن من إتمامها على الوجه الأمثل. فغالبًا ما لا يكون المدير مدركًا للأمر، فينتظر منك إنجاز العمل بدقة، بينما أنت غارقٌ في محاولة الفهم والتغلب على التوتر الناتج عن ذلك.

3. اختر مكانًا مناسبًا للعمل

احرص على تهيئة بيئة عملك عن بعد بشكل متكامل؛ لتساعدك في التركيز وإدارة ضغوط العمل. ذلك بتوفير جميع الأدوات اللازمة، بدءًا من المكتب المرتب والكرسي المريح، إلى الجو الهادئ، ابتعد عن الأماكن الحيوية في المنزل واختر ركنًا خاصًا للعمل. كما سيساعدك وجود بعض العناصر الجمالية، كالنباتات أو اللوحات أو الشبابيك المطلة على المناظر الطبيعية، في الترويح عن نفسك والتقليل من حدة التوتر.

4. تحلّى بالمرونة

قد تبدو المثالية صفة إيجابية في العمل، مثل تسليم المهام بوقتٍ مبكر، أو ترتيب وتنسيق التقارير بشكلٍ منظم للغاية. لكن الحقيقة هي أن هذا الميل إلى المثالية قد يؤثر في سير العمل بالنسبة إليك، فيتطلب كل شيء منك جهدًا إضافيًا وإن كانت المهام بسيطة. يعزز ذلك من توترك وخوفك من عدم ارتقاء العمل للمستوى المطلوب.

من هنا عليك أن تكون أكثر مرونة، فتضع أهدافًا لعملك تتناسب مع معايير التقييم الموضوعة في المؤسسة التي تعمل بها، دون زيادة تضع عليك أعباءً كثيرة. ستكون مسألة الوصول إلى المثالية دومًا أمرًا إيجابيًا بالطبع ويُحتسب لك، لكن لا تجعلها أولوية يجب إتمامها.

5. لا تلم نفسك

يُعدّ السعي للعمل والتطور من صفات أغلب العاملين المجدّين، ولكن يمكن لهذا السعي أن يكون مدمرًا في بعض الأحيان، بسبب النقد اللاذع الذي توجهه لنفسك، أو بسبب عدم الثقة بالنتيجة النهائية للعمل. تستهلك هذه الظنون طاقةً وجهدًا منك يزيد من ضغط العمل، أكثر من تصحيح العمل فيما لو كان خاطئًا.

التحلّي بالثقة بالنفس هو مفتاح لحل هذه المشكلة، ونظرك لنتائج عملك بموضوعية سيعينك على معرفة العيوب القابلة للتصحيح والعمل عليها دون لوم نفسك. ولا تنس أن تعطي نفسك الوقت دائمًا لتشعر بالرضا والفخر بعد الموافقة على النتيجة النهائية، فتعزز بذلك من ثقتك وقدرتك على مواصلة العمل مهما زادت الضغوط أحيانًا.

6. تعلّم الطرق الأمثل لتفريغ التوتر

إدارة ضغوط العمل ومحاولة التغلب على التوتر أمر ممكن دائمًا، لكن قد يصبح أكثر صعوبة عندما تلجأ إلى الطرق الخاطئة لتفريغ التوتر مثل كثرة تناول الكافيين. قد تمنحك هذه الطرق الخاطئة راحة مؤقتة، سرعان ما تزول. ومع الوقت الطويل، سيصبح من الصعب التخلص من الشعور بالضغط بدونها.

تبعًا لذلك، اختر الطرق الأمثل والأكثر أمانًا لتخفيف التوتر، مثل المشي وممارسة الرياضة وتمارين التنفس، أو محاولة التواصل مع الأصدقاء أو زملاء العمل والتحدث معهم قليلًا لتروّح عن نفسك.

7. تأكد من موضوعيتك

في بعض الأحيان، قد لا تكون المشكلات التي تسبب لك ضغوطًا في العمل حقيقية، وإنما نابعة من الفهم الخاطئ لها. فمثلًا، يمكن لبعض الخلافات داخل مكان العمل أن تخلق جوًا من التوتر، لكن لو نظرت إليها من جوانب أخرى ستجد بأن الفهم الخاطئ للقضية هو السبب الأول للمشكلة. أو يمكن للتعنت بالرأي وعدم قبول تغيير وجهة النظر حول أمر ما في العمل أن يخلق علاقة حساسة بينك وبين زملائك في العمل.

لذا، لا بأس بأن تحاول الاستماع لزملائك بموضوعية عند النقاش في أحد محاور العمل؛ للوصول للحل المناسب بعيدًا عن جو التوتر العام. وتذكر أن سعة صدرك أمر ضروري لتجاوز ضغوط العمل، وأن الأخذ بالقرار الأصح بغض النظر عن مصدره، يُعدّ من سمات الشخص الناجح.

أخيرًا، ضغوط العمل والإجهاد هي أمور شائكة قد يكون لها الكثير من الأسباب، وإهمالك لها قد يزيد من حدتها حتى تصل لدرجة لا تستطيع تحملها. لذا، ابحث في المسببات بعناية من البداية؛ لتسيطر عليها مبكرًا وتتمكن من إدارة ضغوط العمل عن بعد بكفاءة، فتتمتع بمسيرة عمل صحية ومليئة بالإنجاز.

تم النشر في: العاملون عن بعد