إدارة المهام: 10 خطوات لإدارة مهام العمل بفاعلية

يحتاج كل عمل مهما صغر إلى تنظيم وإدارة، وبدون ذلك ستفقد تركيزك وقد تُهمل عناصر أساسية تؤثر سلبًا على العمل وجودته. لذلك ما عليك إلا إتقان مهارة إدارة المهام، التي ستمكّنك من توفير الوقت والجهد وتنفيذ جميع المهام بكفاءة عالية لتحقيق الأداء الأمثل.

جدول المحتويات:

ما هي إدارة المهام؟

إن كنت تسعى لاستثمار طاقاتك وتحسين أدائك، فلا بد من التنظيم والابتعاد عن العشوائية ووضع جدول زمني واضح يلزمك بالأداء المنضبط. مع إلقاء نظرة شاملة للكشف عن كامل المعطيات المتوفرة والعقبات، التي يمكن أن تعترض العمل وتعيق تقدمه، وهذا يحدث من خلال إدارة المهام.

يمكن تعريف إدارة المهام بأنها تقسيم العمل الكبير لمهام صغيرة يسهل تنفيذها، مع مراعاة ترتيب الأولويات بحيث تُنفَّذ المهام الأكثر أهمية أولًا، سواءٌ ضمن العمل الواحد أو ضمن عدة أعمال، إضافةً إلى تحديد المتطلبات الواجب توافرها في كل مهمة.

مع وضع خطة محكمة لتحقيق الأهداف المرجوة، وتجنب الخسائر. والنقطة الأهم، مراقبة سير العمل من البداية حتى النهاية، وحل المشكلات أولًا بأول لضمان إتمام جميع المهام بالجودة المطلوبة.

ما أهمية إدارة المهام؟

تتجلى أهمية إدارة المهام بجوانب عدّة، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

1. تحقيق الكفاءة

جوهر إدارة المهام هو تقسيم العمل إلى مهام أصغر لإنجازها بالكفاءة نفسها، وعدم الاهتمام بجوانب وإهمال أخرى، مما يخلق حالةً من عدم التوازن. فعند التركيز على العمل الذي تقوم به دون التشتت بعدد كبير من المهام، ستنجز مهمةً تلو الأخرى وتتنقل بين المهام بمرونة، فتجد نفسك في النهاية أنجزت العمل كاملًا بنفس الكفاءة.

2. ترتيب الأولويات

ليس بالضرورة إنجاز الأعمال المُستلَمة بالترتيب، وبالتأكيد لن تنجز كل المهام بنفس الوقت، فإذا فكرت في إنجاز عدّة مهام معًا قد ينتهي بك الحال لعدم إنجاز أي مهمة. لذا، تساعدك إدارة المهام على تحديد أولوياتك، وتبسيط سير العمل وتنظيمه، وتُجنبك الوقوع بالعشوائية.

3. إدارة الوقت

تمكّنك إدارة المهام من تنظيم وقتك وإنجاز المهام بسرعة خلال وقت قياسي. فلا بد من توزيع المهام على جدول زمني ومراقبة سير العمل من اللحظة الأولى، وعدم استنزاف الوقت في العشوائية، لتجنب تراكم المهام واضطرارك لإنجازها خلال وقت قصير تحت الضغط.

4. التخطيط

تُعَد عملية التخطيط بمثابة رسم الخارطة التي سيسير عليها العمل، وتمكّنك إدارة المهام من بناء خطة متكاملة قبل البدء بالتنفيذ، والسيطرة على كافة مراحل العمل، فضلًا عن الاستخدام الأمثل للإمكانات المتوفرة بين يديك، واتخاذ أفضل القرارات.

ما هي مهارات إدارة المهام الأساسية؟

تتطلب عملية إدارة المهام امتلاكك لمجموعة مهارات تمكّنك من إنجاز أي عمل بفاعلية وكفاءة، ومن أهم هذه المهارات التي يجب أن تحرص على امتلاكها:

  • التفكير النقدي: يتمثل في امتلاكك سببًا واضحًا لكل قرار تتخذه، فمن خلال تحليل المعطيات ستتمكن من تحديد الأولويات وترتيب المهام حَسَبَ الأهمية، ما ينعكس على جدولة مهام العمل بفاعلية، فضلًا عن تقييم جودة كل مهمة، والخروج بعمل ناجح في النهاية.
  • توزيع عبء العمل: بالتأكيد لن تكون كل مهام العمل بذات الصعوبة، فكل مهمة تتطلب جهدًا مختلفًا عن الأخرى. لذلك لا بد من توزيع عبء العمل بصورة جيدة، لتجنب الإرهاق عند إنجاز مجموعة من المهام الصعبة معًا.
  • التطوير المستمر: من خلال تنويع الطرق التي تنجز بها مهامك وتطوير أساليب عملك والابتعاد عن الأساليب التقليدية، إضافةً للبحث المستمر عن طرق جديدة تُحسن من أدائك وتُكسبك المزيد من الخبرات.
  • العمل تحت الضغط: حتى مع وضع جدول زمني محكم ستجد نفسك أحيانًا تحت الضغط لإنجاز بعض المهام العاجلة خلال وقتٍ قصير. من الضروري امتلاكك لهذه المهارة لتحمي نفسك من التشتت وفقدان التركيز.
  • المرونة: في كثير من الأحيان قد تضطر لتغيير طريقة تنفيذك لعملية إدارة المهام، وهنا تكمن أهمية المرونة في التفكير في أثناء العمل، إذ يجب عدم التمسك بفكر أو أسلوب ثابتين، وباستمرار المحاولات ستجد نفسك في النهاية أنجزت المطلوب بنجاح.

10 خطوات تمكنك من إدارة المهام بكفاءة

للخروج بعمل ناجح لا بد من التخطيط والسير وفق سلسلة من الخطوات المتتالية، التي تمكّنك من الانتقال المرن بين المهام. فيما يلي أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لإدارة مهام العمل بفاعلية، والوصول للأداء الأمثل:

1. تحديد المهام

تأتي عملية تحديد المهام كخطوة أولى تسبق البدء بتنفيذ أي عمل، وتتمثل بتقسيم العمل الكبير لمهام أصغر وأكثر وضوحًا. لتحديد مهام العمل بكفاءة يمكنك إنشاء قائمة المهام To Do List، التي تمكّنك من معرفة مهام العمل بدقة وتوزيعها على جدول زمني مناسب، وتتبع سيرها خطوة بخطوة.

يمكنك تجزئة العمل بعدّة طرق، ومن خلال كل طريقة ستكون قادرًا على فرز وتصنيف مهام العمل بصورة مختلفة. فمثلًا يمكن تقسيم مهام العمل ضمن القائمة الخاصة بك إلى المجموعتين الآتيتين:

  • أسهل وأصعب: بهذه الطريقة ستعرف المهام التي تتطلب منك عملًا وبحثًا أكبر من المهام الأبسط التي يمكن إنجازها بسهولة.
  • أطول وأقصر: يفيد هذا التقسيم بصورة كبيرة في وضع جدولك الزمني، بحيث تتمكن من معرفة الوقت التقديري لكل مهمة.

2. تنظيم المهام

بعد أن حددت المهام المطلوبة بدقة، تأتي الحاجة لتنظيم هذه المهام وفرزها ضمن مجموعات لتجنب العشوائية خلال التنفيذ. يمكنك تحقيق ذلك بإنشاء قائمة بالمهام المطلوبة، مع مراعاة وضع الموعد النهائي لكل مهمة. احرص على ترتيب قائمة مهام تتناسب مع جدولك الزمني. يمكنك مثلًا إنشاء القوائم التالية:

  • قائمة المهام المنجزة.
  • قائمة المهام قيد الإنجاز.
  • قائمة المهام المتأخرة.
  • قائمة المهام الأكثر أهمية.
  • قائمة المهام الأقل أهمية.

3. إنشاء جدول زمني

يمكنك إنشاء الجدول الزمني الخاص بعملك بخطوات بسيطة، فبعد تقسيم العمل لأجزاء أصغر أصبح معرفة الوقت التقديري لكل جزء أمرًا ممكنًا، وأصبح بالإمكان تضمين جميع المهام ضمن جدول زمني محدد يساعد على تنفيذها.

تحديد الموعد النهائي للمهام الصغيرة لا يقل أهميةً عن تحديد الموعد النهائي لتسليم العمل بالكامل، فاحرص على وضع موعد نهائي لكل مهمة ضمن جدولك الزمني. سيمنحك ذلك إمكانية تتبع سير العمل، بحيث تراجع بنهاية كل يوم المهام المطلوبة وتقارنها بالمواعيد المحددة لها، وتكون قادرًا على متابعة العمل باستمرار وكشف التأخر في إنجاز أي مهمة.

4. جمع المعلومات

تأتي عملية جمع المعلومات كخطوة أساسية لتنفيذ أي مهمة، فمن خلال عملية الاستقصاء والبحث والتحليل ستُكوِّن صورةً متكاملة عن طبيعة المهمة وكيفية إنجازها. سيضمن هذا تحقيق أفضل نتائج، وستحصل على إجابات للكثير من الأسئلة المتعلقة بالعمل، التي ستوفر وقتك في أثناء مرحلة التنفيذ.

تتعدد المصادر التي يمكنك الاعتماد عليها لجمع المعلومات، أهمها بالطبع طرح الأسئلة على العميل أو صاحب العمل أو مشرف الفريق قبل البدء بالتنفيذ، والحصول على كل المعلومات المطلوبة، مثل:

  • ما هو الهدف الرئيسي للعمل؟
  • ما هي أبرز النقاط التي يجب التركيز عليها في المهمة؟
  • هل يوجد شروط معينة يجب الالتزام بها في العمل ككل؟
  • ما هي المدة المطلوب إنجاز العمل خلالها؟

يمكنك أيضًا البحث على الإنترنت لمعرفة المزيد من المعلومات، ومن المفيد كذلك الاطلاع على أعمال مشابهة لتكوين صورة عامة عن العمل، وتحسين آلية إدارة المهام وفقًا لذلك.

5. استخدام أداة أنا لإدارة المهام

تُعَد أداة أنا من أبرز أدوات إدارة المهام وتحسين الإنتاجية التي يمكنك الاعتماد عليها، إذ تتيح لك العديد من الخيارات التي تجعل من إدارة المهام عمليةً سهلة وممتعة. مثل: تقسيم المهام وتوزيعها على جدول زمني، واختيار الطريقة الأنسب لتنفيذ المهام، ومراقبة تطور العمل، وكذلك البقاء على تواصل مع أعضاء الفريق في حالة الاستخدام الجماعي.

لا ينحصر استخدام أداة أنا في العمل عن بعد فقط، فيمكنك الاعتماد عليها للاستخدام الشخصي والتسويق والتعليم والتصميم وغيرها من الاستخدامات الأخرى.

6. تقييم عملية إدارة المهام

تجعل عملية إدارة المهام إنجاز العمل أسهل، فمن ناحية تمكّنك من تتبع إنجاز المهام ومراقبة جودة الأداء باستمرار، وبالتالي العمل على تحسين كل جزئية في العمل أولًا بأول، والخروج في النهاية بعمل متكامل وبجودة ممتازة.

ومن ناحية أخرى تمكّنك من توقع المشكلات قبل حدوثها وإيجاد حلول مسبقة لها. إضافةً إلى اكتشاف الثغرات والعمل على إصلاحها مباشرةً، لتجنب التوتر في أثناء مواجهة المشكلة والانشغال بالتفكير بها والتشتت عن العمل الرئيسي.

من المهم السعي لإيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة والإسراع في حلها، وعدم تجاهل المشاكل الصغيرة، ما قد ينعكس سلبًا على العمل. نتيجة لذلك ستعزز ثقتك بنفسك، فلن تتخوف من أي شيء يعترض تقدم عملك، ما دامت الحلول متوفرةً بين يديك، وما دامت الجودة مضبوطة على مدار فترة الإنجاز.

7. تنظيم الملفات

تتضمن إدارة المهام عددًا كبيرًا من المستندات والملفات والعروض التقديمية وجداول الإكسل وغيرها. وبالتأكيد فإن العشوائية وعدم ترتيب هذه الملفات ضمن مكان واحد، سيؤديان إلى إضاعة الكثير من الوقت للبحث عن كل ملف، أو حتى إضاعة إحدى العناصر في أثناء التسليم.

لذا من الضروري الحرص على تنظيم الملفات، ويمكنك القيام بذلك بترتيب الملفات بالاعتماد على تاريخ الإنجاز، أو نوع الملفات، أو فرز الملفات المتعلقة بكل مهمة ضمن ملف أكبر. باختصار تستطيع إيجاد العديد من القواسم المشتركة بين الملفات، ما يمكّنك من فرزها بطرق عدّة. يعتمد اختيار الأسلوب الأمثل للتنظيم على طبيعة عملك عن بعد، والمشروع أو المهام التي تعمل عليها.

8. إعداد التقارير

تُعَد عملية إعداد التقارير بمثابة مراقبة مستمرة لجودة العمل، وتقييم مرحلي لكل مهمة مهما صغرت، فيمكنك إعداد التقارير دوريًا خلال فواصل زمنية متساوية، أو مرحليًا بعد إنهاء كل مرحلة بما تتضمن من مهام.

الهدف الأساسي من إعداد التقارير هو التبليغ عن المهام المنجزة، والبقاء على تواصل مع المدير المباشر أو صاحب العمل، لإعلامه بالتقدم الحاصل وموقف كل مهمة حتى الآن. ليس شرطًا أن يتضمن التقرير تفاصيل كثيرة في كل مرة، بل قد تكون أحيانًا مجرد رسالة بسيطة تبلغ فيها آخر المستجدات، وأحيانًا أخرى تكون كعرض تقديمي كامل.

حدد ذلك حسب طبيعة ما ترغب في الإبلاغ عنه، وكذلك بالاتفاق مع صاحب العمل حول الطريقة التي يفضلها لاستلام آخر الأخبار عن التطور في العمل. كي لا تستغرق وقتًا أطول من المعتاد في أداء هذه المهمة دون داعٍ لذلك، ويكون المطلوب من ناحيته هو مجرد رسالة بسيطة.

9. التسليم

تهدف عملية إدارة المهام الوصول إلى هذه الخطوة؛ تسليم عملك في المواعيد النهائية المحددة. ينطبق ذلك على المهام الصغيرة أو التسليم الكامل للمهام، تحدد طريقة التسليم حسب طبيعة عملك واتفاقك مع صاحب العمل. استفِد من خطوة تنظيم الملفات، وسلم عملك كاملًا بصورة منظمة ومقسمة بوضوح، لتساعد صاحب العمل على مراجعة المهام بسهولة.

10. إجراء التعديلات

بعد انتهاء تنفيذ المهام وتسليم العمل، قد تظهر بعض الثغرات والأخطاء والملاحظات من صاحب المشروع أو المشرف المسؤول، وهي ملاحظات ستحسن من جودة العمل وترفع كفاءته. لذا لا بد من الالتزام بتنفيذها بالجودة المطلوبة وعدم التأخر عنها.

من المهم أن تخصص جزءًا من جدولك الزمني لتنفيذ التعديلات، حتى لا تجد أنّ مهمة التعديل هي إضافة لا يوجد لها مكان ضمن الجدول. وهو ما يؤثر على عملية إدارة المهام سلبًا، فتجد نفسك ما بين التقصير في تنفيذ التعديلات، أو التقصير في بقية المهام ضمن جدولك.

خلاصة القول، يمكن لعملية إدارة المهام أن تغير من أسلوب عملك بالكامل، وتنقلك من العشوائية إلى التنظيم، وتحسن من إنتاجيتك وكفاءتك، وتقودك لتحقيق النجاحات تلو الأخرى، فاحرص على تنفيذ جميع الخطوات بكفاءة لاحتراف إدارة المهام.

تم النشر في: الإنتاجية