هل تعلم أنّ العمل عن بعد يساهم في تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، واستهلاك الوقود الأحفوري ، وتلوث الهواء، والنفايات الورقية والبلاستيكية؟

التنقل اليومي إلى مقرات العمل يساهم بنسبة كبيرة في تلويث البيئة، وأحد الحلول لذلك هو العمل من المنزل، لأنّ الموظفين لن يكونوا مضطرين للقيادة إلى مقرات عملهم، وسيستهلكون طاقة أقل، ولن يستهلكوا وجبات مُعلّبة.

سنلقي الضوء في هذا المقال على فوائد التوظيف عن بعد على البيئة، وكيف يمكن أن يجعل حياتنا وحياة من يعيشون حولنا أفضل.

استخدام وقود أقل وتخفيض انبعاثات الكربون

استخدام وقود أقل وتخفيض انبعاثات الكربون

الموظفون عن بعد ليسوا مضطرين للذهاب إلى مقرات العمل كل يوم، فيمكنهم أن يعملوا من منازلهم، لذلك لن يقودوا سياراتهم ويحرقوا الوقود يوميًا، وهذا سيؤدي إلى تقليل انبعاثات الكربون.

الكثير من الوظائف يمكن إنجازها عن بعد، كما أنّ الكثير من الموظفين يحبون أن يعملوا من منازلهم، لذلك فإن خيار التوظيف عن بعد هو خيار عملي ومناسب لمعظم الشركات، ففوائده ليست اقتصادية وحسب، بل بيئية كذلك.

وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية1 (USEPA) ، تطلق السيارة الواحدة في المتوسط حوالي 4.7 طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام (على افتراض أنّ كل سيارة تقطع 11400 ميل في المتوسط سنويًا). وإذا افترضنا أنّ الموظف العادي يتنقل لمسافة 30 ميلًا يوميًا إلى مقر العمل (ما يوافق 7839 ميلًا سنويًا)،  فيمكن لكل موظف عن بُعد أن يقلل انبعاثات الكربون المرتبطة بالتنقل بنسبة 69% تقريبًا، أو ما يعادل 3.2 طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.

إنّ عدم القيادة إلى مقر العمل ومنه يمكن أن يخفف بلا شك من انبعاثات الكربون. في الولايات المتحدة مثلًا، فإنّ الموظفين عن بعد يخفضون انبعاثات الغازات الدفيئة بحوالي 3.6 مليون طن سنويًا. وهو ما يكافئ غرس 91 مليون شجرة وفقا لبيانات Global Workplace Analytics2 سنة 2017.

العمل عن بعد يخفف من تلوث الهواء

العمل عن بعد يخفف من تلوث الهواء

بالإضافة إلى انبعاثات الكربون، تنتج السيارات أكسيد النيتروس (NOX)، والجسيمات المعلقة (PM)، والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs). وكلها ملوثات لها آثار سلبية على البيئة، وعلى صحة الإنسان. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب التعرض لثاني أكسيد النيتروجين (NO2) مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الربو أو الالتهابات. وعندما تتفاعل أكاسيد النيتروجين الأخرى مع المركبات العضوية المتطايرة، أو الأمونيا ، أو المركبات الأخرى، فإنها تؤدي إلى تغيير تركيز الأوزون، وحموضة التربة والمياه،  كما تؤثر سلبًا على تنوع النظام البيئي.

الموظفون عن بعد يستخدمون مقدارًا أقل من الطاقة

الموظفون يستهلكون الطاقة سواء كانوا يعملون من المنزل، أو من المكتب. بيْد أنّ هناك فرقًا، فالموظفون يكونون أكثر اقتصادًا على الطاقة عندما يعملون من منازلهم مقارنة بالعمل من مقر الشركة لأنهم سيدفعون فاتورة الطاقة.

كشفت دراسة3 سابقة أجرتها شركة Sun Microsystems الشهيرة، أنّ استخدام الطاقة في المنزل أقل بحوالي النصف من استخدام الطاقة في المكتب. وذكرت Sun Microsystems أنّ كل موظف عن بعد يخفض استهلاك الطاقة بما لا يقل عن 5400 كيلو واط ساعة في السنة. كما تفيد جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية4 (CEA) أنّ العمل عن بُعد هو أحد الحلول الممكنة لمعضلة تغير المناخ، لأنّ استخدام الأجهزة الإلكترونية للعمل عن بعد يمكن أن يوفر من 9 إلى 14 مليار كيلووات / ساعة من الطاقة كل عام. وهو ما يكفي لتزويد 90 ألف منزل بحاجياتها من الطاقة الكهربائية.

الموظفون عن بعد يستخدمون ورقا أقل

يستخدم الموظفون عن بُعد البريد الإلكتروني، والبرامج، والتطبيقات السحابية لإرسال الرسائل، وتدوين الملاحظات، وإنشاء المستندات، وإرسال الملفات. وهذا يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى الورق. حسب بعض الإحصاءات5، يستهلك الموظف العامل من المكتب حوالي 10000 ورقة سنويًا، وهو عدد كبير جدا. كما تقدر نفس الإحصاءات أنّ الوظائف الرقمية يمكن أن تقتصد على حوالي 247 تريليون ورقة.

من الشائع أن ترى في مكاتب العمل بعض الموظفين يطبعون مئات الصفحات من جانب واحد. في المنزل، يفكر معظم الناس مرتين قبل فعل أمر كهذا وإهدار الموارد. بتقليلهم لاستخدام الورق، سيحتاج الموظفون عن بعد والشركات التي توظفهم  إلى مساحة تخزين أصغر، مما يوفر الكثير من تكاليف صيانة مباني المكاتب أو التخزين. ونتيجة لذلك، يتم إنفاق طاقة أقل على التدفئة والتبريد، وعلى معدات الصيانة من الحرائق، وهذا كله سيوفر على الشركة الكثير من الأموال.

الموظفون عن بعد يستخدمون مواد بلاستيكية أقل

في كل عام، يتم إنتاج 260 مليون طن من النفايات البلاستيكية حول العالم، وقد تم إنتاج ما يقرب من تسعة مليارات طن من البلاستيك حتى الآن6. وهذا أمر غير مستغرب بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين يشترون القهوة، والوجبات الغذائية يوميًا خلال أيام العمل. تساهم كؤوس القهوة، وزجاجات المشروبات، والأواني ذات الاستخدام الواحد، وتغليف المواد الغذائية، والأكياس البلاستيكية التي يستهلكها الموظفون في زيادة كمية النفايات البلاستيكية.

على الرغم من أنّ الموظفين عن بعد يمكنهم بالتأكيد الذهاب إلى المقاهي والمطاعم المحلية، إلا أنّ معظمهم يظلون في منازلهم. لذلك فهم يتناولون وجباتهم في المنزل، ولا يحتاجون إلى تعبئتها في أكياس وآواني بلاستيكية. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 3% فقط من الموظفين عن بعد يطلبون الوجبات من الخارج7.


المصادر: [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7]

تم النشر في: نصائح لأصحاب الشركات