التفكير الإبداعي: كيف تفكر خارج الصندوق؟

في استبيانٍ سُئل فيه المديرون عن أكثر المهارات التي يبحثون عنها في موظفيهم، كانت معظم الإجابات هي مهارة التفكير الإبداعي، وإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل والتحديات. فلماذا سيطرت كلمة الإبداع على إجابات أصحاب العمل؟ وما هي الاستراتيجيات لتطوير مهاراتك في التفكير الإبداعي؟

جدول المحتويات:

ما هو التفكير الإبداعي؟

التفكير الإبداعي هو التفكير خارج الصندوق، أي قدرتك على التفكير بطريقة مبتكرة ومميزة، وإدراك أنماط غير مألوفة، بالإضافة إلى تقديم نظرة غير تقليدية. سواء كانت طريقة جديدة لحل مشكلة أو أسلوب مبتكر لفض النزاعات بين الموظفين، أو طريقة جديدة لتنفيذ المهام وإدارة فريقك لزيادة إنتاجيتهم.

تتعدد مهارات التفكير الإبداعي، لكن من أهمها:

  • الكتابة الإبداعية: تعد الكتابة الإبداعية من أشهر مهارات التفكير الإبداعي، فالمحتوى المبدع هو طريقك المختصر للوصول لأهدافك.
  • التحليل: لا يمكنك الاكتفاء بجمع البيانات، إذ عليك تطبيق مهاراتك في التفكير الإبداعي لاستخلاص المعلومات المفيدة منها وتحليل ما توصلت إليه.
  • حل المشكلات: تتطلب معالجة المشكلات الكثير من الإبداع، وأصبحت الشركات تستعين بمدراء مختصين لحل الأزمات، للاستعانة بخبراتهم وإبداعهم.
  • الإصغاء: الإصغاء هو الاستماع باهتمام، الاستماع بكل جوارحك. يمكنك في أثناء الإصغاء تحليل الأفكار، واكتساب ما يناسبك منها.
  • الاتصال الفعال: لا بد من وجود حلقة وصل بين أفكارك العبقرية والمبتكرة، وجمهورك. لذا، يجب الاهتمام بالتواصل بطريقة مميزة.

ما هي استراتيجيات التفكير الإبداعي؟

يساعدك اكتساب بعض تقنيات التفكير الإبداعي في خلق أفكار مبتكرة تلقائيًا. إليك أبرز استراتيجيات التفكير الإبداعي:

أولًا: العصف الذهني Brainstorming

تساعدك استراتيجية العصف الذهني على توليد الأفكار المبدعة، حيث تعتمد استراتيجية العصف الذهني على تدوين جميع الأفكار والمقترحات المتعلقة بالمشكلة. لذا، احرص على تدوين كل تفاصيل المشكلة حتى وإن بدت لك سخيفة. فالمهم هنا جمع أكبر عدد من الأفكار والآراء المتباينة، لتستطيع في النهاية اختيار الحل الأنسب أو دمج الأفكار ببعضها، كما يمكنك تطبيق العصف الذهني مع فريقك، بذلك تجمع أكبر عدد ممكن من وجهات النظر والآراء المختلفة.

ثانيًا: التفكير الجانبي Lateral thinking

نهج التفكير الجانبي أو ما يُعرف بالتفكير الرأسي يدفعك للخروج عن نطاق المألوف والمنطق، والتفكير غير المباشر بالمشكلة، ويتميز بعض الأشخاص بالتفكير خارج الصندوق فطريًا، بينما لا يجيد البعض الآخر هذه المهارة. لكن يمكنك إتقانها بالتدريب المستمر على مهارة التفكير الجانبي، وتحليل المشكلة من جانب مختلف عن الآخرين.

ثالثًا: الخرائط الذهنية Mind maps

تمنحك الخرائط الذهنية تصورًا بصريًا للمشكلة، إذ تعتمد الخرائط الذهنية على استخدام الحواس ورسم الفكرة الرئيسة، والاستمرار بالتفرع بها إلى أفكار وأسئلة ثانوية. سوف تكتشف باتباعك منهج الخرائط الذهنية الكثير من الإجابات التي كنت تبحث عنها، وتتميز هذه الطريقة بأنك تضع كل أفكارك على ورق، وبذلك يسهل عليك رؤيتها وتحليلها بوضوح.

رابعًا: قبعات التفكير Thinking hats

قبعات التفكير الست هو نهج وضعه “Edward de Bono” وهو طبيب وعالم نفسي اهتم بمواضيع الكتابة الإبداعية، لتعزيز مهارة التفكير الإبداعي، إذ يهدف لتحسين التفكير وجعله أكثر إنتاجية. يقترح إدوارد أن يُقسم التفكير إلى 6 مراحل، وهي:

  • القبعة البيضاء: في هذه المرحلة تعرض المعلومات السابقة والحقائق التي تعرفها فعلًا.
  • القبعة الصفراء: تُشير القبعة الصفراء إلى النظر للنصف الممتلئ من الكأس، أي التفكير بإيجابية وتفاؤل.
  • القبعة الحمراء: هذه القبعة خاصة للتعبير عن الجانب العاطفي تجاه الموقف، بالإضافة إلى الآراء الشخصية والعواطف.
  • القبعة الزرقاء: تُساعد القبعة الزرقاء على أخذ خطوة للوراء، ورؤية الصورة بشكلٍ أكبر وأعمق.
  • القبعة الخضراء: يعبر اللون الأخضر على الحياة والنشاط، وكذلك في استراتيجية القبعات الست، فهو يعبر عن توليد أفكار جديدة، وحلول بديلة.
  • القبعة السوداء: تعبر القبعة السوداء عن التفكير بواقعية وتنبؤ متى تسوء الأوضاع.

الفكرة في استراتيجية القبعات هي التبديل بين مواضع التفكير المختلفة، وبذلك يستطيع العقل التفكير بموضوعية ووضوح، للوصول في النهاية لأفضل حلٍ إبداعي.

3 استراتيجيات لتطوير تفكيرك الإبداعي

التفكير الإبداعي مثل العضلة، تحتاج لتدريبٍ دائم وتقويتها وبنائها. فعليك الحرص على إحاطة نفسك ببيئة تعتمد التفكير الإبداعي في الأساس، كما يساعدك اتباع هذه الاستراتيجيات على تدريب عقلك على الابتكار والإبداع:

1. نوّع من مصادرك

يعد التفكير الإبداعي نتاجًا لما تستهلكه من محتوى ومصادر للتعلم خلال يومك. لذا، لتصبح قادرًا على خلق أفكار مبتكرة خارج الصندوق، احرص على تنويع المحتوى الذي تستهلكه. مثلًا، عندما يطلب منك مديرك البحث عن موضوع معين، أو إيجاد حل لمشكلةٍ ما، سيكون من الجيد البحث عن مجال المشكلة على الإنترنت، والاستفادة من وجهات نظر الآخرين بها.

يمكنك اللجوء لأشكال المحتوى المختلفة عبر الإنترنت: مقالات، يوتيوب، بودكاست، مدونات وغيرها. إذًا، حينما تتعمق أكثر بالموضوع، وتتناول مختلف الآراء التي لم تخطر ببالك قط، سوف تستطيع توليد أفكار مبتكرة ومميزة، وتأتي حاجة اللجوء إلى التفكير الإبداعي، لأن الدماغ البشرية عادةً ما يميل للمكوث في منطقة الراحة، أي تكرار استخدام نفس المعلومات لتصبح عادة لا تحتاج لتفكير عند تطبيقها.

2. أبدع يوميًا

من الضروري أن تجعل خلق الإبداع من مهامك اليومية، حتى في تلك الأيام التي لا تشعر بها أنك قادر على الإبداع بأي مجال. ويساعدك على الالتزام بذلك، تحديد مدّة زمنية ثابتة كل يوم للجلوس وخلق قطعة إبداعية، وكذلك احرص على الابتعاد عن الملهيات، والتركيز التام فيما تقوم به، وسوف ترى النتيجة بعد مدّة وجيزة.

لم تطور شركة أبل 13 Iphone منذ بدايتها، بل إن السبب بوصول Iphone 13 هو تساؤل بسيط طرحه “ستيف جوبز” خلاصته: كيف يمكن تطوير هذا المنتج؟ واستمر بالعمل والابتكار إلى أن وصلت الشركة لما هي عليه اليوم. إذًا، لا يقترن الإبداع والابتكار بمعدلات الذكاء المرتفعة، ولكن في الإرادة والتدريب المستمر.

3. تعلّم نظرية المصعد

هل فكرت يوميًا أن تلتقي في المصعد بمدير شركة مرموقة تريد العمل بها، ولديك 60 ثانية للتسويق لنفسك؟ ببساطة، هذه هي نظرية المصعد، أن تتقن مهارة التعريف عن نفسك والتسويق لكفاءاتك بإيجاز. وذلك وفقًا للعبارة الشهيرة:

إن لم تستطع التعبير عن فكرتك بثلاث جمل، فليس لديك فكرة

يخسر الأشخاص الكثير من الفرص الذهبية، بسبب عدم قدرتهم على عرض أفكارهم بطريقة ملفتة ومقنعة لجذب عملائهم، أو عدم قدرتهم على إيصال فكرة المشروع ومدى تميزه. لذا، عليك الاستعداد دائمًا لتقديم نفسك وخدماتك في أي زمانٍ ومكان، فلا تدري متى تأتي فرصة العمر.

ما هي فوائد التفكير الإبداعي؟

يعد من الميزات المحببة عند أصحاب العمل، في النهاية يحتاج صاحب العمل لأشخاص يمكنهم تقديم أفضل الحلول للأزمات والتحديات اليومية. وتتلخص أهميته في بيئة العمل بالآتي:

كيف يمكنك تطبيق التفكير الإبداعي في أعمالك؟

لا يقتصر لقب “المبدعون” على الفنانين، بل يمكنك تطبيق مهارات التفكير الإبداعي في جميع المجالات، وهنا بعض الأمثلة التي توضح كيف يلعب دورًا في مختلف المجالات:

  • الإبداع الفني: يتمثل الإبداع الفني في إضفاء العنصر الفني الجذّاب لأعمالك مثل: ترتيب مبيعاتك بطريقة مبتكرة، وكتابة قطعة إعلانية مميزة.
  • الإبداع في حل المشاكل: يكمن الإبداع في حل المشاكل وإيجاد حلول جديدة، عن طريق تغيير طريقة التفكير التقليدية بالمعطيات. مثل: ابتكار حلول لخفض التكاليف وقت الأزمات.
  • الإبداع العلمي: لا تخلو المجالات العلمية، كالرياضيات والفيزياء والهندسة من الإبداع. مثل: تصميم الهيكل الخارجي للروبوتات، وتطوير الفرضيات، ابتكار برامج حاسوب.

في الختام، تستطيع بتدريب عقلك على اتخاذ التفكير الإبداعي منهجًا للتعامل في كل المواقف والتميز عن أقرانك، سواء على الصعيد الشخصي أو العملي، إذ يعزز ثقتك بنفسك، بأنك دائمًا تقدم أفكارًا مبتكرة ومختلفة عن الآخرين، كما يطور قدرتك على حل الأزمات والتعامل مع المواقف الصعبة، ما يجعلك أكثر رضًا عن نفسك عمومًا، فالتفكير الإبداعي مفتاح التقدم والابتكار.

تم النشر في: مهارات وظيفية