يُعد الهدف الأسمى لصاحب أي فكرة ريادية، هو تحويل هذه الفكرة إلى مشروع ناجح. وبما أن الإحصاءات صادمة بعض الشيء فيما يتعلق بمعدل فشل المشاريع الجديدة، فيجب على أي رائد أعمال أو صاحب فكرة أن يعي جيدًا أهم مقومات نجاح فكرته، ليتسنى له تحويلها إلى مشروع ناجح. لذا، إن كنت تمتلك فكرة مميزة وترغب في تحويلها إلى مشروع ريادي ناجح، سوف نستعرض خلال هذا المقال 6 خطوات تمكنّك من ذلك.
حدد المنتج أو الخدمة التي يقدمها مشروعك
لضمان انطلاق قوي للفكرة الخاصة بك وتحويلها إلى مشروع ناجح فيما بعد، يجب عليك تحديد المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها بعناية. يمكنك القيام بذلك في بداية الأمر من خلال فحص الفكرة وصقلها قبل بدء العمل، لأن هذا له دور مميز في تعزيز فرص نجاحها بشكل كبير. من الجدير بالذكر أن تحديد المنتج أو الخدمة قد يمثل تحديًا كبيرًا، لأنه يتطلب منك زيارة الشركات القائمة ذات الصلة بفكرتك، ودراسة السوق جيدًا لمعرفة المشكلات الموجودة، أو الخدمات التي يفتقر إليها.
بعد ذلك، يمكنك البدء بتوثيق افتراضاتك الرئيسية حول المنتج أو الخدمة. إذ يُعد تدوين الافتراضات الرئيسية بمنزلة المفتاح الأول لتحويل فكرتك الريادية إلى مشروع ناجح. قد لا يحتاج الأمر لكتابة الكثير، وإنما فقط تكوين فكرة تضمن التطبيق والخروج إلى العالم الحقيقي على هيئة مشروع يمكنه النجاح فيما بعد. وللوصول لذلك، يجب عليك الإجابة على ما يلي:
- لماذا هذا المنتج أو الخدمة بالتحديد؟
- ما هي المشكلة التي سيقوم هذا المنتج بحلها؟ هل سيحسن حياة الناس بطريقة ما؟
- ما هي المميزات والقيم المضافة التي تميز المشروع عن المنافسين؟
- كيف يمكن حث الناس على شراء المنتج أو الخدمة؟
- من هو العميل المثالي، وكيف يمكن العثور عليه؟
التسويق الجيد: جوهر أي مشروع ناجح
يُعد التسويق الجيد جوهر أي مشروع ناجح، فهو بمنزلة وسيلة قيّمة لإطلاع العملاء على المشروع وكسب ثقتهم واهتمامهم من البداية. لذلك فهو أحد أهم المقومات التي تساعدك على تحويل فكرتك الريادية إلى مشروع ناجح، إن تمت إدارته بشكل صحيح وفعال. في كثير من الأحيان تكثر إخفاقات المشاريع عندما يتعلق الأمر بالتسويق لثلاث أسباب رئيسية هي:
- عدم تناسق الحملات التسويقية مع حجم المشروع
- الاعتماد على نوع تسويقي غير مواتي لطبيعة المشروع نفسه
- الاستهداف الخاطئ للعملاء
أفهم الفئة المستهدفة جيدًا
فهم العملاء واستهدافهم بالطريقة الصحيحة هو جوهر التسويق الجيد، والتسويق الجيد هو حجر الأساس في أي مشروع ناجح. وبالتالي تُعد قدرتك على تحديد عملائك وكل ما يتعلق بهم جيدًا، مثل: الفئة العمرية، الموقع الجغرافي الخاص بهم، ذكور أم إناث، طبيعة عملهم، مدى حاجتهم للمنتج أو الخدمة التي يقدمها مشروعك، من المقومات الرئيسية التي تساهم في تحويل فكرتك إلى مشروع ناجح. تحديد العملاء ليس بالأمر العسير عليك، لكنه يرتبط بشكل وثيق بنجاح المشروع أو فشله.
لا بأس أن تتحدث مع عملائك المحتملين، والسماع لهم والتحقق من صحة افتراضاتك التي وثقتها سابقا حول منتجك. والأفضل أن تتحدث إلى أكبر عدد ممكن من العملاء، حتى تحصل على وجهات نظر متعددة، ما يتيح لك الرجوع إلى فكرتك وتحديثها لتتحول إلى مشروع ناجح.
الرقابة المالية
من بين جميع المقومات التي تساهم في تحويل فكرتك إلى مشروع ناجح، يُمكن القول أن عنصر الرقابة المالية هو الأكثر أهمية في هذه المرحلة تحديدًا. ببساطة لأنه العامل الذي يحدد استمرار المشروع من عدمه. في هذه المرحلة، يجب عليك امتلاك تنبؤات مالية دقيقة مثل: مقدار الأموال التي تحتاج إليها والتدفقات النقدية، وتوقعات المبيعات، والمصروفات التي تُظهر القيمة الصافية للأعمال. مع الإبقاء في بادئ الأمر على المصاريف المنخفضة وتقليل الهدر المالي.
حتى وإن كانت التنبؤات المالية المتعمقة مبكرة في هذه المرحلة، فيجب عليك القيام ببعض التوقعات للحسابات الأساسية للتأكد من مدى ربحية الفكرة، وبالتبعية احتمالية نجاح المشروع. هذه التوقعات تضمن السلامة المالية لنمو فكرتك ونجاح مشروعك. في هذه المرحلة، يمكنك توظيف خبراء ماليين، أو حتى العمل عن كثب مع محاسب حر من خلال موقع مستقل، وذلك لفهم الشكل المالي للمشروع.
لا يوجد مشروع ناجح بدون أصحاب الكفاءات
يُعد جذب الأشخاص الموهوبين ذوي الكفاءات والمهارات الفريدة والتمسك بهم، أمر حاسم خلال رحلتك في تحويل فكرتك إلى مشروع ناجح. ببساطة لأنه وراء كل مشروع ناجح أصحاب مواهب يدفعون العمل بالمشروع إلى الأمام. وعلى النقيض، فإن زيادة دوران الموظفين في أي مشروع تعني تكاليف أكثر وتوظيف أكبر ونمو متعطل للنهوض بفكرة أي مشروع. في هذه المرحلة يمكنك الاعتماد على موقع بعيد، لاستقطاب وتوظيف أفضل الكفاءات عن بعد، بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية.
المرونة: الخلطة السرية لأي مشروع ناجح
المفتاح الأخير للتأكد من تحول الفكرة الريادية إلى مشروع ناجح هو الحفاظ على المرونة. يقوم أفضل رواد الأعمال وأكثرهم نجاحًا بالاستماع إلى العملاء وتدوين ملاحظاتهم والاهتمام بها. ما يفسح المجال واسعا أمامهم لتحويل أفكارهم الريادية إلى مشاريع ناجحة. أنت أيضًا يمكنك البحث عن الأشخاص الإيجابيين من الأصدقاء والعائلة، لأن آرائهم الصادقة وملاحظاتهم قد تثري الفكرة وتدعمها. كذلك، قد يكون استقبال الملاحظات والتعليقات السلبية أمرًا مفيدًا لمعرفة كيفية معالجة هذه الآراء السلبية وتقويمها.
ختامًا، طُموح كل ريادي أن ترى فكرته الريادية النور وتتحول إلى مشروع ناجح، عند تحديد فكرتك بدقة وعناية فأنت تقوم بتعزيز نجاحها ونهوضها. فهم الفكرة أو المنتج يقود إلى تحديد آلية التسويق الجيد المناسب لقيام الفكرة ونجاحها. فانطلق نحو هدفك، وسطِّر نجاحا لفكرتك بالسعي والتركيز على مهارات ومقومات تحويل هذه الفكرة إلى مشروع ريادي ناجح.
تم النشر في: مارس 2020
تحت تصنيف: أصحاب الشركات | نصائح لأصحاب الشركات