لماذا تختار الشركات التوظيف عن بعد

يبدو أن ذلك الزمن الذي كان يُعتقد فيه أن الشركات تحتاج إلى ثقافة واتصال بشري لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المساحات المكتبية قد ولّى، فالتكنولوجيا أصبحت هي المحرك الرئيسي لتغيير وجهات النظر حول موقع وساعات ونمط العمل، وفتحت الباب نحو عهد جديد من التوظيف، أصبح التوظيف عن بعد بفضل التقدم التقني المستمر جزاء أساسيا من قطاع العمل والأعمال، كشفت دراسة بهذا الشأن أن 70٪ من الموظفين يعملون عن بعد على مستوى العالم على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، في حين أن 53 % يعملون عن بعد لمدة نصف الأسبوع على الأقل. (2)

في الولايات المتحدة، تُقدم 60% من الشركات ترتيبات وتسهيلات لتشجيع العمل عن بعد، كما أن التوظيف عن بعد بات يتمتع بشعبية كبيرة في بريطانيا وكندا، والهند وإندونيسيا والمكسيك والسعودية وغيرها من البلدان، يوفر التوظيف عن بعد فوائد كبيرة للموظفين والشركات على حد سواء، في هذا المقال سنكتشف لماذا أصبحت الشركات تفضل التوظيف عن بعد:

1. التوظيف عن بعد أصبح أكثر انتشارا

التوظيف عن بعد أصبح أكثر انتشارا

بالرغم من أن فكرة التوظيف عن بعد ظهرت في الأساس في بداية السبعينيات إلا أنها لم تُؤخذ على محمل الجِدّ إلا في بدايات التسعينات، ولم تبدأ بالانتشار على نطاق واسع فعليا إلا مع بداية الألفية الثالثة عندما تحسنت خدمات الإنترنت، والأجهزة الذكية، وانتشر استخدام التطبيقات، وظهرت العديد من الأدوات التي تساعد في تسهيل التوظيف عن بعد.

أظهرت دراسة إحصائية عام 2016 أن هناك أزيد من 200 شركة ناشئة اختارت توظيف فرق العمل عن بعد، ثم أن إحصائيات أخرى كشفت عن أن عددًا متزايدا من الشركات المتطورة اعتمدت التوظيف عن بعد بنسبة 100%، وهي إحصائيات تؤكد أن أرباب العمل أصبحوا يميلون بشكل واضح إلى توظيف عاملين عن بعد لذا فإنّ المزيد من الشركات لن ترغب في التأخر عن استخدام هذا النمط من التوظيف الذي بات يُشكل مستقبل سوق العمل الحديث.

2. الموظفون الأكثر مهارات يفضلون العمل عن بعد

الموظفون الأكثر مهارات يفضلون العمل عن بعد

يفضل أغلب الأشخاص الذين يمتلكون المهارات، العمل عن بعد لأسباب مختلفة، يقول 62٪ من الموظفين عن بعد أن السبب هو الحرية والمرونة التي يوفرها نمط العيش والعمل من أي مكان، وقال 16٪ آخرون أيضًا أن المرونة كانت السبب، لكن السبب الرئيس كان الالتزامات العائلية. (3)

ارتفع عدد الأشخاص الذين يعملون بشكل أساسي من منازلهم بنسبة 115٪، أفاد مكتب إدارة شؤون الموظفين في الولايات المتحدة أن ما يقرب من 000 103 موظف اتحادي كانوا يعملون عن بعد، وعلى الصعيد العالمي، أجرت الشركة الرائدة عالميا PGi Global استطلاعا أظهر أن 79٪ من العاملين في مجال المعرفة الذين شملهم الاستطلاع في جميع أنحاء العالم يعملون الآن خارج المكتب، وفي دراسة أخرى اتضح أن90٪ من الموظفين عن بعد يخططون للعمل عن بعد لبقية حياتهم المهنية، و 94٪ يشجعون الآخرين على إعطاء أنفسهم فرصة لتجربة العمل عن بعد (1)

بات الموظفون الأكثر مهارة الآن يطالبون بمزيد من المرونة في العمل، لذلك سمحت شركات مثل Google، Dell، Xerox، American Express ، وشركات سريعة النمو مثل أوتوماتيك، سلاك… وغيرها كثير، لموظفيها بالعمل عن بعد.

يعتقد العديد من أصحاب الأعمال ومستشاري الشركات الناشئة، أن الموظفون هم الجانب الأكثر أهمية في أي شركة ناشئة، وعندما يتم التركيز الأساسي على رضا الموظفين بمنحهم مزيدا من الراحة والمرونة، ستستفيد الشركة اليوم وعلى المدى الطويل.

3. التوظيف عن بعد يساعد في خفض التكاليف العامة

التوظيف عن بعد يساعد في خفض التكاليف العامة

يؤثر التوظيف عن بعد على الاقتصاد بشكل إيجابي مُلفت، وخصوصًا على اقتصاد الشركات، وفقًا لدراسة نشرتها جامعة ستانفورد فإن أرباب العمل يوفّرون 2000 دولار سنويًا عن كل موظف يعمل من المنزل، وفي دراسة أخرى في السياق ذاته أظهرت أنه من خلال التحول إلى العمل عن بعد بالكامل، يمكن أن توفر بعض الشركات الأخرى 10000 دولار لكل موظف سنويًا.

من جهة أخرى أفادت شركة سيسكو التي توظف فريق عمل عن بعد أن الشركة قد حققت وفورات سنوية تقدر بـ277 مليون دولار في الإنتاجية من خلال السماح للموظفين بالعمل عن بعد، ثم أن تقريرًا لمجلة فوربس كشف عن أن شركة Aetna حيث يعمل حوالي 14500 من أصل 35000 موظف عن بعد وفرت بفضل ذلك 78 مليون دولار، و أعلنت “أمريكان إكسبريس” وفقًا للمصدر ذاته عن وفورات سنوية تتراوح بين 10 و 15 مليون دولار بفضل خيارات التوظيف عن بعد.

يمكن للشركات أن توفر الآلاف من الدولارات التي يمكن أن تصرف على المساحات المكتبية، مواقف السيارات، فواتير الكهرباء والهاتف، نفقات السفر، … غيرها من التكاليف التي بدل ذلك يمكن أن تساعد الشركة على تقديم خدمة أفضل، دفع أجور موظفيها بشكل أفضل، تنمية العلامة التجارية، الابتكار، توسيع القوى العاملة… إلخ.

4. يساعد في استقطاب أفضل الكفاءات من أي مكان

يساعد في استقطاب أفضل الكفاءات من أي مكان

دون التقيد بأي حدود جغرافية أو جنسيات، يمكّن التوظيف عن بعد الشركات من استقطاب أفضل الكفاءات وتوظيف، وتجنيد واختيار من بين أفضل الموظفين على مستوى العالم دون الحاجة لاستقدام العمالة أو الدخول في دائرة من الإجراءات الإدارية أو القانونية.

التوظيف عن بعد يعد حافزًا هامًا عند بحث موظفين مؤهلين عن عمل، قال ثلث المسؤولين الماليين في دراسة استقصائية واحدة إن برنامج التوظيف عن بعد هو أفضل وسيلة لجذب أفضل المواهب، يضمن التوظيف عن بعد التنوع الثقافي في الشركة، واكتساب آراء المختلفة ووجهات نظر وأساليب عمل متنوعة، وموظفين أكثر إبداعًا في حل المشكلات وتحسين فهم العملاء عبر العالم.

5. التوظيف عن بعد يعني إنتاجية أكبر

التوظيف عن بعد يعني إنتاجية أكبر

أظهر البحث الذي أجرته كندا لايف أن العمال الذين يعملون عن بعد يعدّون أنفسهم أكثر إنتاجية، وكشفت دراسة أخرى أن 86% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع يفضلون العمل لوحدهم لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية.

وفي تجربة أخرى أجرتها شركة Ctrip الصينية للسفر، منحت نصف الموظفين فرصة العمل سبع أشهر من المنزل، بينما عمل النصف الآخر من المكاتب فتبيّن أن الفريق الذي عمل عن بعد كان أكثر إنتاجية وأجاب عن مزيد من الاتصالات مقارنة بالفريق الذي عمل من الشركة.

وفي دراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة فإن 91% من الأشخاص الذين يعملون من البيت يشعرون أنهم أكثر إنتاجية من العمل في المكتب.

وأكثر من النصف (58٪) من العمال الذين شملهم استطلاع أجرته PowWowNow في عام 2017 قالوا إن العمل عن بعد يحسن مستويات تحفيزهم.

يُصبح الموظفون أكثر إنتاجية عندما يعملون عن بعد لأن ذلك يعني عددًا أقل من الانحرافات، والحد الأدنى من الاختلاط الاجتماعي، والإدارة الصفرية، والضغوط الأقل.

قال ثلثا (64٪) من مدراء التوظيف الأميركيين الذين شملهم استطلاع رأي عام 2018 إنهم يملكون الموارد لتوظيف أشخاص عن بعد، ووفقًا لمسح PowWowNow ، يعتقد 56٪ من الموظفين أن المُديرون بحاجة إلى تكييف مهاراتهم لإدارة الموظفين عن بعد، بالنسبة للشركات الصغيرة، أصبحت منصات التوظيف عن بعد مثل موقع بعيد موردًا لا يقدر بثمن لاستقطاب مواهب عالمية رفيعة المستوى وهو ما جعل تلك الأعمال التجارية الصغيرة أكثر كفاءة وقدرة على التنافس محليًا ووطنًا، حتى عالميًا.

التوظيف عن بعد ليس بالضرورة قابلًا للتبني لكل نموذج عمل، ولكنه يساهم في خلق توازن أكثر ملاءمة بين العمل والحياة لأصحاب الأعمال والموظفين، ويركّز على النتائج بدلًا من مجرد الوجود في مكتب لتلك الشركات التي قررت تبني هذا النمط من التوظيف.

تم النشر في: التوظيف عن بعد