كشف تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن درجة الصعوبة التي يواجهها أصحاب الأعمال في العديد من البلدان العربية تزيد على المتوسط العالمي في أثناء البحث عن الموظف الكفء، ويرى ما يقرب من نصفهم أن فجوة المهارات تمثل عائقًا رئيسيًا في طريق نمو المشروعات. الحقيقة أن مشكلة ندرة الكفاءات مشكلة عالمية تعانيها أكثر الدول تقدمًا لكن بدرجات متفاوتة، وهو ما أسفر عن ظهور حلول غير تقليدية لحل هذه المعضلة كان أبرزها التوظيف عن بعد.
لماذا تواجه الشركات مشكلة في البحث عن الموظف المثالي؟
عزت أبحاث الموارد البشرية الصعوبة التي يواجهها أصحاب الأعمال في رحلة العثور على الكفاءات المطلوبة إلى ست أسباب رئيسية هي:
- المنافسة مع الشركات الأخرى على المواهب والكفاءات النادرة.
- افتقار المرشحين للوظيفة إلى الخبرات السابقة المطلوبة.
- ضعف المهارات الاحترافية اللازمة لدى المتقدمين للعمل.
- قلة عدد المتقدمين أو عدم اهتمامهم بالعمل في الشركة.
- تدني الأجور وتراجع المزايا التي تقدمها الشركة مقارنة بالشركات الأخرى.
- ضعف المهارات الشخصية المطلوبة للنجاح في بيئة العمل بين أوساط المتقدمين.
كيف يساعد التوظيف عن بعد في حل معضلة الكفاءات؟
يرى معهد ماكينزي العالمي أن سوق العمل في العصر الرقمي الذي نعيشه يحمل فرصة يجب اقتناصها وهي الربط بين المواهب وأصحاب العمل باستخدام المنصات الرقمية على الإنترنت، التي غيرت من طريقة الكفاءات في البحث عن عمل والطريقة التي يبحث بها أصحاب الأعمال عن موظفين.
تنتشر هذه المنصات بسرعة في مناطق عدّة حول العالم وتمتد إلى مجالات صناعية جديدة. ومع استمرار نضج التوظيف عن بعد وانجذاب مزيد من الكفاءات إليه سيتعين على الشركات تعديل أساليب التوظيف لتتكيف مع المتغيرات الجديدة. يقدم التوظيف عن بعد حلولًا فعالة تعالج معضلة البحث عن المواهب كما يلي:
قاعدة مواهب عريضة تكفل ندرة أقل
تستقطب منصات التوظيف عن بعد كفاءات من أنحاء متفرقة من العالم بسبب الإنترنت الذي جعل العالم قرية صغيرة. في المنطقة العربية مثلًا يشارك في منصة بعيد للتوظيف عن بعد مواهب عربية تمتد من المحيط إلى الخليج. وهو ما يجعل قاعدة المواهب أكثر اتساعًا فيزداد عدد المرشحين وتنخفض درجة التنافسية بين الشركات على استقطاب الكفاءات وتصبح عملية البحث عن الموظف أكثر سهولة.
أما إذا كنت تبحث عن تخصص تقني دقيق أو مواصفات ديموغرافية معينة للموظف مثل: العمر أو النوع أو الموطن، فالتوظيف عن بعد يبدو حلًا مثاليًا، في ظل انجذاب التقنيين من مبرمجين ومصممين ومسوقين رقميين وإعلاميين إليه. إلى جانب مناسبته لفئات مجتمعية يصعب عليها العمل التقليدي مثل: الأمهات والطلبة والمتقاعدين.
كفاءات مؤهلة بالمهارات الاحترافية والخبرات المطلوبة
لا مكان في سوق التوظيف عن بعد للمهارات الضعيفة أو الخبرات المعدومة. فالمنافسة الشرسة بين المرشحين تجعل التسلح بالمهارات والخبرات اللازمة أمرًا لا مفر منه في ظل غياب المحسوبية والوساطة. إذ تتيح منصات العمل عن بعد مستوى عال من الشفافية من خلال الأدوات المختلفة التي تسهل الاطلاع على مهارات وخبرات المرشح المتنوعة.
فمثلًا، يستطيع الباحث عن موظف عبر موقع بعيد استعراض الخبرات السابقة للمرشح بسهولة والاطلاع على حساباته الوظيفية في منصات العمل الحر مثل: مستقل وخمسات، والمواقع المهنية مثل: لينكد إن وبيهانس وجيت هب. وزيارة موقعه الإلكتروني فضلًا عن حساباته الاجتماعية، ليشاهد نماذج أعماله والمشاريع السابقة التي عمل عليها وآراء أصحاب المشروعات ممن عملوا معه سابقًا، إضافةً إلى تزكيات زملاء العمل.
مزايا تنافسية تجذب الموظفين
يوفر العمل عن بعد مزايا للموظفين تجعلهم أكثر انجذابًا للشركات التي توظف عن بعد. ومن هذا المزايا مرونة العمل من أي مكان وحرية اختيار مواعيد العمل بما يتيح لهم ممارسة هواياتهم وأداء التزاماتهم الأسرية، فضلا عن أن التوظيف عن بعد يساهم في خفض نفقات الشركة مثل إيجار المكاتب والكهرباء والمعدات… إلخ.
يساعد ذلك الشركة على توفير هذه النفقات لمصلحة تحسين أجور العاملين. وتصب تلك المزايا جميعًا في صالح استقطاب الكفاءات وإقبالها على التقدم للوظيفة بما يجعل البحث عن الموظف المناسب يتم بسلاسة أكبر.
مهارات شخصية فريدة يفرضها التوظيف عن بعد
يفرض العمل عن بعد تحديات على الموظفين تصقلهم بمهارات شخصية فريدة ليتسن لهم تحقيق النجاح والاستمرارية، وتترك رحلة التوظيف عن بعد آثارها في أفكارهم وطريقة تعاطيهم مع العمل. يكتسب الموظف عن بعد مهارات أساسية مثل الالتزام والتواصل والدقة، البحث والتعلم المستمر، إضافة إلى المرونة والقدرة على إدارة الأولويات، ووصولًا إلى التخطيط والتنظيم.
ختامًا، تشير التوقعات السابقة إلى أن جيل الألفية سيشكل ثلاث أرباع القُوَى العاملة بحلول عام 2025، وهو الجيل الذي يترقب الفرص لتغيير مساره المهني واختيار المسار الأكثر مرونة وحرية، ومع الأخذ في الحسبان أن الشركات الفائزة في عصر الثورة الصناعية الرابعة هي تلك الذي تجذب رأس المال البشري الأكثر إنتاجية في أجواء عمل مواتية، يبدو التوظيف عن بعد رهانًا رابحًا إذا واجهتك صعوبة في البحث عن الموظف الكفء.
تم النشر في: أكتوبر 2020
تحت تصنيف: أصحاب الشركات | البحث عن الخبراء