نموذج جافلين التجريبي

تحتاج عملية تحويل الأفكار الإبداعيّة إلى أعمال تجاريّة حقيقيّة، إلى التّخطيط المسبق والتّنظيم الفعّال بُغية إنجاح فكرة المشروع، وإخراجها للواقع في أفضل شكل ممكن. يوجد العديد من المناهج العمليّة التي يمكن استخدامها لاختبار فكرة المشروع وزيادة قوّة فعّاليّتها في السّوق، أحد أبرز هذه الطّرق هو نموذج جافلين التجريبي (Javelin Experiment Board). لكن ما هو نموذج جافلين التجريبي؟ وكيف يمكنك استخدامه لاختبار مشروعك والتحقق من نجاحه قبل إطلاقه؟ سنتعرف على كل ذلك خلال الأسطر القادمة.

ما هو نموذج جافلين التجريبي؟

يُعد نموذج جافلين التجريبي بمنزلة أداة للتّحقق من صحّة الأفكار التّجارية الرّياديّة وتجربتها، واختبار صلاحيّة تنفيذها على أرض الواقع من عدمه. يتمثّل ذلك في فحص العملاء المحتملين، وعرض الأفكار عليهم، مع معرفة مشاكلهم الكبرى تجاه المشروع المفترض. ذلك من خلال النّزول إلى أرض الواقع وعقد النقاشات مع العملاء المحتملين، لمعرفة مشاكلهم وحاجاتهم وانطباعاتهم حول فكرة المشروع، بهدف التّوصل إلى حلول قابلة للتّطبيق. يتألف نموذج جافلين التجريبي من قسمين رئيسيين هما: 

أولًا: قسم العصف الذهني

يهتم هذا القسم بوضع الافتراضات الرئيسية للمشروع، فيتكون من عدة أقسام فرعية هي: 

نموذج جافلين التجريبي
    • تحديد العملاء المحتملين

يركز هذا القسم من نموذج جافلين التجريبي على التّحديد الدّقيق لشرائح العملاء المحتملين بما في ذلك أعمارهم وبلدانهم، ومهنهم، واهتماماتهم، وأنشطتهم. ويهدف إلى التعرف على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن العملاء، لأنّهم الجهة المستهدفة من مشروعك. وبالتالي يعتمد نجاح مشروعك على معرفة هذه المعلومات. 

إضافة إلى ذلك، خبرتك بالعملاء تفتح لك آفاقا كبرى في مجال العمل الرّيادي، حيث تتعرّف على نمط العيش السّائد في مكان المشروع المقترح، وعادات الجمهور المستهدف وما يحبّونه ومّا يكرهونه، وأنشطتهم الاقتصاديّة. ما يساهم بدرجة كبيرة في إيجاد الحلّ الصّحيح المناسب لمشكلاتهم.

    • تحديد المشكلة التي تحاول حلها 

يركز هذا القسم على تحديد المشكلة أو المشكلات التي ترغب في حلها بمشروعك، يمكنك تحديد هذه المشكلات من خلال نظرتك وتصوّرك الخاصّ للمشروع ومن خلال التعرف على آراء العملاء المحتملين. 

    • تحديد الحلول المقترحة وتدوين الافتراضات

يحرص هذا القسم من نموذج جافلين التجريبي على تحديد الحلّول المناسبة للمشكلات المقترحة عبر دّراستها جيدًا. ثم إنشاء قائمة بالافتراضات الصّحيحة الموافقة للافتراضات التي وضعتها سلفا عن المشكلة والحلّ. في هذه المرحلة أحرص على تدوين أي مشكلة أو حل يتعلق بمشروعك يقوم العملاء بعرضه.

نرشّح لك: 6 مقومات لتحويل فكرتك الريادية إلى مشروع ناجح

مشروع ريادي

ثّانيًا: القسم التجريبي العمليّ

يتكون القسم الثاني من نموذج جافلين التجريبي من عدة أعمدة أفقية تضم 7 عناصر رئيسية هي: العملاء والمشكلات والحلول، والافتراضات الأكثر خطورة، ومناهج ومعايير النّجاح. إضافة إلى النّتائج والقرارات، وأخيرًا المحصّلات. 

يركز هذا القسم على وضع الافتراضات التي تم التأكد من صحتها وفعاليتها، أمام كل عنصر من العناصر السابقة. على سبيل المثال، أمام قسم العملاء المحتملين، يجب عليك وضع كلّ الافتراضات الموافقة لما يطرحه العملاء، مع اقصائك للفرضيات غير المناسبة لطرح العملاء. لأنّك لا ترغب في بناء مشروع على حلّ مشكلات لا يعاني منها الجمهور المستهدف في المقام الأول.

ثم تنتقل بعد ذلك تدريجيا إلى تدوين المشكلات التي سيقوم مشروعك بحلها وتأكدت من صحتها، يليها الفرضيات والنّتائج والحلول. عادة ما ينصح خبراء الأعمال والمتخصصين في هذا المجال بترك خانة الحلول للنهاية حتّى تكتمل لك الصّورة بشكل شامل. 

موضوعات مميزة: الريادة الرشيقة: كيف تطلق مشروعك بسرعة وبأقل تمويل؟

ما هي مزايا نموذج جافلين التجريبي؟

تكمن مزايا نموذج جافلين التجريبي في ربح الوقت، وتقليل نسبة الخسائر لأدنى حدّ ممكن. فشروعك مباشرة في تنفيذ فكرة المشروع بدون وضع كلّ ما سبق في الحسبان قد يعرّض مشروع للفشل بنسب ضخمة. لأنّك ستبني مشروعك على أمور مجهولة، فلم تعرف شيئا عن جمهورك المستهدف، ولم تحدد مشكلاتهم، ولم تعرف انطباعاتهم عن فكرة مشروعك. 

بخلاف ما إذا وضعت أمامك جميع عناصر نموذج جافلين التجريبي، وبنيت عليها فكرة مشروعك. حينها تكون بصيرتك بمآل المشروع أدقّ وأعمق. لذلك يعد نموذج جافلين التجريبي بمنزلة منهجٌ إجرائيٌّ عمليٌّ تطبيقيٌّ يساعد روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع على كشف ما يفكّر فيه العملاء وما يحتاجون إليه. 

لا يفوتك: أشياء يجب على الشركات الناشئة تعلّمها من الشركات الناجحة

تم النشر في: نصائح لأصحاب الشركات