شجرة القرارات: كيف تختار القرار الأفضل لشركتك؟

في حياتنا الطبيعية، نتّخذ عشرات القرارات يوميًا دون أن ننتبه إلى أننا نفاضل بين القرارات الممكنة، وفي النهاية عادةً ما نختار القرار الأفضل. ينطبق هذا الأمر تمامًا على المؤسسات عمومًا، ولكن لاختيار قرار في المؤسسة عليك التفكير بمجموعة كبيرة من الاحتمالات. لذا، لا بد من استخدام شجرة القرارات لمعرفة الاحتمال الأفضل. فما هي، وكيف يمكن استخدامها؟

جدول المحتويات:

ما هي شجرة القرارات وما أهميتها؟

شجرة القرار هي أداة تستخدم من أجل اتخاذ قرار صائب بأفضل كفاءة وفاعلية، تتكون من مجموعة من الدوائر والمربعات والمثلثات والخطوط، وتمثل هذه الأشكال كلّ من: القرارات، النتائج، الاحتمالات، والنسب. تستخدم هذه الطريقة عن طريق تمثيل كل قرار بشكل هندسي، وتتفرع منه أشكال أخرى تمثل النتائج والأرباح أو الأضرار الناتجة عن القرار، أي أنها تحدد القرار الأفضل وعواقب القرارات والمنفعة المحتملة.

تستخدم شجرة القرارات في بحوث العمليات ودراسة القرارات، وهي أداة مثالية لكلّ من العمليات الاقتصادية والإدارية في الوقت نفسه. وهي إلى ذلك، تستخدم في التعلم الآلي، وفي أغلب الأحوال تعتمد نتائجها على التوقعات. والبنية النهائيّة التي ينتج عنها شجرة القرار، التي تشبه في تشكيلها الشجرة عن طريق احتوائها على جذر وفروع.

مكوّنات شجرة القرار

يمكن عمل شجرة اتخاذ القرار بشكل بسيط اعتمادًا على التسلسل الهرمي، ولكن عمومًا هناك شكل ثابت نسبيًّا لمكونات شجرة اتخاذ القرار، وتستخدم الأشكال المختلفة للإشارة إلى:

  • المربع: يشير عقدة القرار الذي يتعين اتخاذه.
  • الدائرة: تمثّل الفرصة أو النتيجة المحتملة للقرار.
  • الخطوط: تشير الخطوط في شجرة اتخاذ القرار إلى الإجراءات المحتملة أو الموجودة.
  • الخطوط المتقاطعة: توضع الخطوط المتقاطعة على الخطوط الأساسية للدلالة على الإجراءات المرفوضة التي لا يمكن تنفيذها.
  • المثلث: النتيجة النهائية لشجرة القرارات.

ما هي أشكال شجرة القرارات ومتى تستخدم؟

متى تُستخدم وما هي أشكالها؟ وهل يمكن حصر شجرة اتخاذ القرار بشكل واحد فقط؟ في الواقع هناك مجموعة من الطرق الذي يمكن أن يُستخدم فيها شجرة القرارات، كما أن هناك أجزاء محددة لوضع هذا المخطط.

أشكال شجرة القرارات

أنواع شجرة القرار

أولًا: أشجار التصنيف

تعتمد هذه الطريقة على وجود متغيرات من نوع (نعم/ لا) وتهدف إلى تقسيم البيانات إلى مجموعات، ومن ثم الاختيار بينها، ولا تنحصر الإجابة على البيانات في هذا النوع بالأجوبة المذكورة في الأعلى، وإنما في هذا النوع تكون النتائج موجودة على شكل خيارين قاطعين ولا يوجد خيارات أخرى. على سبيل المثال، تحديد جنس الأشخاص (ذكر/ أنثى) أو تحديد افتتاح فرع جديد (افتتاح الفرع/ عدم افتتاح الفرع).

ثانيًا: أشجار التغير المستمر

يستهدف هذا النوع الأهداف المتغيرة، فالهدف المتغير لا يمكن حصر قيمته أو الجواب عنه بشكل قاطع. أي إن القيمة الموضوعة في الشجرة يمكن أن تتغير بسرعة، ولا يمكن حصر القيمة باحتمالات محددة. على سبيل المثال، تتخذ قيمة دخل الفرد هدفًا متغيرًا حَسَبَ عمره ومكانته الوظيفية وأشكال أخرى من العوامل، وفي مثل هذه الحالة تستخدم أشجار المغيرات المستمرة أو ما تعرف عادة باسم (أشجار الانحدار).

خطوات رسم شجرة اتخاذ القرارات

مع أنّ وضع شجرة القرار يمكن أن يكون إجراءً معقدًا، إلا أنه سهل التنفيذ نسبيًا ويمكن اتباع خطوات ثابتة من أجل إعداد شجرة اتخاذ القرار بشكلٍ صحيح، ولكن في البداية عليك أن تبدأ بالقرار الذي ستتخذه. على سبيل المثال، افتتاح فرع جديد للمؤسسة خارج المدينة، هنا تكون الخطوات على الشكل التالي:

1. اختر القرار الرئيسي

أول خطوات رسم شجرة القرارات تتمثل في وضع قرار محتمل أو قرار يجب عليك تنفيذه، كما المثال السابق وهو افتتاح فرع جديد للمؤسسة، ارسم القرار على شكل مربّع صغير، والخطوة الأهم هي أن تُسمي القرار وتكتبه تحت شكل المربع، ومن ثم فكّر بالنتائج المحتملة وكلّ نتيجة محتملة ارسمها بشكل خطّ متفرع من المربع، وعند هذه النقطة اكتب اسم النتيجة تحت الخط التابع له.

2. ارسم الفرص والقرارات الفرعية

عند انتهاء كلّ خط من خطوط الإجراءات بفرصة غير مؤكدة، ارسم عندها دائرة (التي تمثل الفرصة). أما في حال ترتّب قرار جديد على النتيجة؛ ارسم مربّعًا جديدًا بعد الخط. واعتمادًا على المثال تكون الفرص (تحقيق انتشار أو أرباح أكثر أو الفرصة المعاكسة مثل خسارة الفرع).

من بعدها، ارسم التفرعات من القرار الفرعي لو وجد، أما في حال توصلت إلى حلّ نهائي أو فرصة مؤكدة، اترك خطّ القرار أو النتيجة دون رسم شكل في نهايته. وقم بتسمية الخطوات تحت كلّ شكل.

3. ضع المسميات أو النسب

عدا تسمية الفرص أو القرارات الممكنة، يمكن تمثيل هذه النتائج بشكل عددي، أو يمكن تمثيلها بوضع نسب لكلّ فرصة، ولكن يجب أن تكون هذه الفرص في النهاية تساوي (1)، أي إن تكون الفرص والنسب منطقيّة ومبنية على أساس إحصائيّات موجودة.

4. اكتب النتائج النهائية

بعد الانتهاء من خطوات رسم شجرة القرارات الممكنة، يجب أن ترسم نهاية لكلّ فرصة أو قرار، وتكون النتيجة النهائية على شكل مثلث كما ذكرنا سابقًا. على سبيل المثال، يمكن أن يشكّل المثلث الأول زيادة بنسبة 125% من الإيرادات، والمثلث الثاني يشكّل زيادة في الإيراد بنسبة 180% وعلى هذه الطريقة.

5. اتخذ قرار

وفي النهاية ستتمكن من دراسة كلّ احتمال على حدة واتّخاذ قرار محدد ضمنها وفقًا للفائدة، وفي حال عدم إمكانية تحقيق أحد النتائج يمكن استخدام طريقة الخطوط المتقاطعة عن طريق رسم خطّ يقطع الاحتمال الغير ممكن، وترك الاحتمالات الممكنة فقط للمفاضلة فيما بينها، وتذكّر أن قيمة الربح الأكبر ليست هي دائمًا الاختيار الأفضل، فعليك النظر في البداية إلى فرص تحقيقها، لذلك عليك اتخاذ أكثر القرارات واقعية.

ما هي استخدامات شجرة القرار؟

1. استخدامات متعلقة بفرص النمو

تُستخدم كجزء من مخطط المؤسسات للنمو والتوسع اعتمادًا على التجارِب السابقة وأرقام المبيعات، وعند استخدام طريقة شجرة القرارات يمكن معرفة العواقب المحتملة في حال اتخاذ خطوات متعلقة بنمو الشركة، وتساهم في تعديل استراتيجيات الشركة.

2. استخدامات تسويقية

يمكن الاعتماد على شجرة القرار للاستفادة في ناحية التسويق والعثور على عملاء جدد أو إتمام صفقات مع عملاء محتملين، عن طريق استخدام البيانات الديموغرافيّة للعملاء المحتملين. وتفيد هذه الاستراتيجيّة بمجموعة من الخطوات المعتمدة في أساليب التسويق الحديث، فنتائج شجرة البيانات تفيد في نواحي تحليل البيانات.

كما يمكن استخدام الأساليب الآلية في إعداد شجرة القرارات، عن طريق الذكاء الاصطناعي لاستنتاج الاحتمالات الممكنة والفرص المتاحة، إضافة للنتائج السيئة المحتملة، لتتمكن المؤسسة من تحقيق التسويق الموجه بالرؤى من أجل أقصى استفادة ممكنة.

3. استخدامات اقتصادية

يمكن الاعتماد على شجرة القرارات من أجل دراسة بعض البيانات الاقتصادية، مثل تحليل السوق أو استراتيجيات التسعير. أو تستخدم في المجالات المالية من أجل معرفة احتمالات سداد القروض أو اتخاذ قرارات بشأن القروض الممكن سحبها، وفي حال عدم الاعتماد على أسلوب شجرة القرارات يمكن أن تؤدي القرارات الغير مدروسة إلى العجز في المؤسسة أو اتخاذ قرارات تسعير خاطئة.

4. مجالات متنوعة

لا يتوقف استخدام مخطط شجرة القرار على بعض المجالات، وإنما يمكن الاستفادة من هذه الطريقة في كافة العمليات الإداريّة والتخطيطية في المؤسسات، فهي مبنيّة على أساس دراسة الاحتمالات الممكنة والمفاضلة بينها من أجل الوصول إلى القرار الأفضل والأسلم، أو الأكثر نفعًا بالنسبة للمؤسسة. وأكثر المجالات التي تعتمد على أسلوب شجرة القرارات هي: الهندسة والتعليم وإعداد التخطيط والمجالات الصحيّة والتمويل.

إيجابيات وسلبيات استخدام شجرة القرارات

تلجأ بعض المؤسسات لاتخاذ قرارات دون دراستها أو اتخاذ قرار بالاعتماد على التوقعات بعيدًا عن استخدام مخطط شجرة القرار. ولكن حتّى في حال نجاح هذه القرارات غير المعتمدة على دراسة فعلية، فاستخدام شجرة القرارات سيفيد المؤسسات في عدّة نواحي وليس فقط اتخاذ قرار صائب.

أولًا: فوائد شجرة القرارات

1. سهلة القراءة

أحد أهم فوائد شجرة القرارات هي أن مخرجات المخطط تكون قابلة للقراءة والفهم دون معرفة إحصائية، كما أن نتائج شجرة القرار ذات نهاية واحدة، فالهدف الأول والأخير منها هو وضع نتائج نهائيّة غير قابلة للتفرّع. وهي إلى ذلك، تقدّم تمثيلًا مرئيًّا للقرارات والنتائج.

2. سهلة الإعداد

تعد سهولة وضع ورسم شجرة القرار من النواحي التي تميّزها عن الطرق الأخرى المستخدمة بصناعة القرارات، فهي تستهلك وقتًا أقل وميزانية صغيرة نسبيًا لوضع الاحتمالات الجاهزة الممكنة ومقارنة النتائج فيما بينها من أجل الخروج بنتيجة واضحة.

فمجلس الإدارة أو الجهة المخولة باتخاذ القرار لا تحتج لدراسة كل احتمال بشكل منفرد، بل مع استخدام شجرة القرارات ستتمكن من تحديد مجموعة الفرص القابلة للاختبار.

3. قابلة للتعديل

ففي حال ظهور احتمال جديد، يمكن إضافته وإضافة ما يترتب عليه على شجرة القرارات دون الحاجة لتغيير المعطيات السابقة، وهذه الناحية تتفوق على الطرق الأخرى بصناعة القرارات، وبالنسبة للبيانات سريعة التنفيذ فطريقة شجرة القرار هي الطريقة الأنسب بكلّ تأكيد. لأنها غير محدودة بعدد قرارات أو فرص، بل يمكن أن يتفرع منها عشرات النتائج الجديدة.

4. مناسبة لكّافة أنواع الإدارة

ففي حال تغيّر الإدارة المتّبعة في مشروعك أو تغير بنية مشروعك، فلن يتأثر مخطط شجرة القرارات خاصّتك، وفي هذه الناحية يمكنك أن تكسب مرونة أكبر، لأن شجرة القرارات تشمل كل الفرص المحتملة للقرار.

ثانيًا: سلبيات شجرة اتخاذ القرار

1. غير مستقرة

في حال تغيّر أحد المعطيات في شجرة اتخاذ القرار يمكن أن يؤدي هذا الموضوع إلى تغير نتائج المعطيات، ما يعني تغيير بالنسبة للقرار الأفضل، ولكن يمكن التغلب على هذه الناحية في وضع شجرة القرار عن طريق الاستعانة بواحدة من تقنيات الذكاء الآلي خصوصًا في حال استخدام شجرة اتخاذ القرار في الناحية التسويقية.

2. غير ناجحة في حال استخدامها في نتائج متغيرة

ففي حال استخدام شجرة اتخاذ القرار في البيانات المتغيرة باستمرار يمكن أن تكون شجرة القرارات غير ناجحة في هذه العملية بسبب التغيرات اللحظية التي تحدث.

في النهاية، اتخاذ القرارات يمكن أن يتم بطرق متعدّدة، ولكن يمكن اختصار الكثير من الجهد عن طريق وضع شجرة اتخاذ القرار لأي خطوة تريد تنفيذها في مؤسستك أو المنظمة التي تعمل بها، ولكن، عليك الحذر من أن هذه التقنية تصلح في القرارات المبنيّة على نتائج شبه مؤكدة، وكلما زادت التوقعات الغير مبنيّة على أساس ثابت، تقلّ إمكانية تحقيق الفرص.

تم النشر في: نوفمبر 2021
تحت تصنيف: أصحاب الشركات | نصائح لأصحاب الشركات